برز في  السنوات الاخيرة مفهوم "العمارة الذكية" وقد تم تناوله في العديد من الدراسات على المستوى التقني المادي  (الابنية الذكية) دونا عن المستوى الفكري اللامادي, في حين لايمثل المقوم التقني الا جزءا من العمارة الذكية والتي تتضمن مقومات اخرى الى جانبه, وهذا يطرح جدلية العمارة الذكية والابنية الذكية كمشكلة عامة للبحث, ومن خلال دراسة وتحليل الطروحات التي تناولت كلا المفهومين تم حصر ثلاث مقومات رئيسية للذكاء في العمارة تتضمن الاستعارة من الذكاء الانساني بجانبيه المادي واللامادي وهي المقوم الانساني والمقوم التكنولوجي والمقوم الايكولوجي, ويرتبط المقوم الانساني بالجانب اللامادي للذكاء, في حين يرتبط المقوم التكنولوجي (التقنيات الحديثة) والمقوم الايكولوجي (البيئي) بالجانب المادي.     ويهدف البحث الى وضع تعريف اجرائي واضح لمفهوم "العمارة الذكية" بشكل عام, وبشكل خاص توضيح الفرق المفاهيمي للمصطلح بين كل من العمارة المعاصرة والعمارة العربية الاسلامية (التقليدية) متمثلة بالبيت العربي ذو الفناء المفتوح, حيث تبين ان العمارة التقليدية تتضمن مقومات العمارة الذكيه المادية واللامادية ( المقوم الايكولوجي والانساني ) دون المقوم التقني لكون الاليات المرتبطة بتكنولوجيا ذلك العصرلاتتضمن التقنيات الحديثة (المرتبطة بتعريف مفهوم الابنية الذكية) والتي تمثل احد مقومات العمارة الذكية في العمارة المعاصرة وهو ماتنص عليه فرضية البحث.