إذا كان الاهتمام بحماية البيئة مطلباً ضرورياً في كل العصور، فلا شك أنه أصبح أمراً حتمياً في هذا العصر، وخاصة في ظل تلك الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من زيادة سكانية مطردة، واتساع كمي في أعداد الطلاب الدارسين مستخدمي المباني الجامعية، وما ينتج عنهم من استنزاف للطاقة بالرغم من محدودية مواردها ومصادرها، علاوة على زيادة النفايات الناتجة من الاستخدام البشري للمباني التعليمية، وخاصة النفايات الكيميائية من الكليات العملية، هذا بالإضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى التي نتجت عن زيادة الانبعاثات الغازية، وكذلك تقليل حصة مياه النيل وسعي دول المنبع وفي مقدمتها أثيوبيا لإقامة السدود عند منابع النيل، مما قد يعرض مصر لأزمة حقيقة نتيجة اعتمادها على مياه النيل كمصدر رئيس للمياه والكهرباء، وبالتالي فإن التوجه نحو الجامعات الخضراء صديقة البيئة ذات الحرم الجامعي النظيف تعد أحد الحلول لتلك التحديات والمتغيرات البيئية المعاصرة. يهدف البحث الحالي إلى وضع نموذج مقترح لبيئة جامعية مستدامة في ضوء فلسفة الجامعات الخضراء، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهداف البحث. فتناول البحث مفهوم البيئة الجامعية المستدامة، وأهميتها، وأهدافها، وخصائصها، ومكوناتها، ثم عرض مفهوم الجامعات الخضراء، وأهميتها، وأهدافها، وفلسفتها، ومتطلبات تحقيقها، وختاماً توصل البحث إلى وضع نموذج مقترح لبيئة جامعية مستدامة في ضوء فلسفة الجامعات الخضراء.