سبق لكاتب هذه السطور أن تناول حوار اللغات في إطار التعددية اللغوية والثقافية، حيث قال إن اللغات المتعاقبة والمتجاورة تعيش دوما في علاقة حب وكراهية⁽¹⁾ مع بعضها البعض. فأية لغة من هذه اللغات تأخذ من أخواتها الأخريات وتعطيها، وتحب أن تطور معها علاقة ودية يسودها تبادل المنافع، كما ترغب أيضا أن تستقل بنفسها وتنفرد ببعض المزايا. وفى البحث الراهن يعالج صاحبه علاقة التفاعل بين العربية والسريانية، وبصفة خاصة يتركز البحث حول كيف اتخذت اللغة العربية السريانية جسرا للوصول إلى اليونانية؟ فأفادت منهما معا وازدادت ثراء وتألقا مما ساعدها هي فيما بعد لكي تعطى الكثير للغات اللاتينية في أوروبا الناهضة.