أصبح من الممكن في العصر الحالي الاعتماد على التقنيات الحاسوبية في تحليل المشاعر، والعواطف التي يتضمنها النص؛ بهدف معرفة توجه كاتبِ النصِ، وآرائه، ومشاعره نحو قضية ما، أو موضوع ما، أوحدث معين، وهو ما يطلق عليه عملية تحليل المشاعرSentiment Analysis(SA). وقد رغبت الباحثة في الإفادة من عملية تحليل المشاعر SA في التحقق من صحة آراء الأرشيفيين حول مدى قدرة الوثائق على التعبير عن السياق الشعوري المختص بالتصرف القانوني الذي توثقه، أوالنشاط الذي صدرت من خلاله، عن طريق استخدام تقنيات معالجة اللغة الطبيعية NLP وتعلم الآلةML، والتعلم العميقDL في تحليل الوزن الشعوري العام لعينة عشوائية من صيغ الوثائق التاريخية النصية المختلفة- بلغت 185 مائة وخمسًا وثمانين صيغة وثيقيةً مختلفة-التي تنتمي إلى العصر المملوكي، والعصر العثماني، وعصر الأسرة العلوية؛ لمعرفة هل وثائق هذه العصور قادرة على عكس المشاعر،أم تتصف هذه الوثائق بالحيادية دائمًا؟ وقد اعتمدت هذه الدراسة على منهجين: (الوصفي، والتجريبي). وقد انتهت الدراسة إلى أن وثائق العصر المملوكي تتمتع بقدرة تعبيرية شعورية أكثر مقارنة بالوثائق التي ترجع إلى العصر العثماني وعصر الأسرة العلوية، بينما وثائق عصر الأسرة العلوية يغلب عليها صفة الحيادية مقارنة بالوثائق المملوكية، والعثمانية.