ملخص البحث:
أدت الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، وتطور الحركات الاجتماعية في الدول العربية، وظهور قوى سياسية واجتماعية جديدة تسعى إلى إعادة صياغة العلاقة بين المجتمع والدولة، والمطالبة بالحقوق والحريات، إلى نشوء وتفاقم ظاهرة "الاحتجاجات الطلابية"؛ والتي تعكس بدورها وجود خلل في طبيعة العلاقة بين الطالب، والجامعة؛ مما قد يؤدي إلى نشوء أزمة نسقية تعوق التواصل بين الأجيال، وتلغي العلاقات الطبيعية بين البشر، وتهدم أسس الاستقرار الاجتماعي، خصوصًا إن مؤشرات الواقع تبين حدوث تحول في طبيعة الاحتجاجات الطلابية، ومساراتها، وطبيعة القضايا محل الاحتجاج، أو في آليات التعبير عنها، ومدى التجاوب مع الأنظمة والتفاعل معها، وكل ذلك انعكس سلبًا على العملية التعليمية بكثير من الجامعات العربية.خاصةً في فترة ما بعد 2011، وما صاحب ثورات الربيع العربي وما ترتب عليها من تقلبات وأزمات.
لذلك سعت هذه الدراسة من خلال استخدام المنهج الوصفي، وتحليل الأدب التربوي إلى تحليل مفهوم السلوك الاحتجاجي، والمفاهيم المرتبطة به، والمداخل النظرية المفسرة لظاهرة الاحتجاج، ومسبباته، وخصائص الطالب الجامعي العربي، وتحليل بنية الجامعات العربية للتعرف على الفضاء الثقافي لتلك الظاهرة، وعرض واقع الاحتجاجات الطلابية في جامعات مصر والعراق، والأردن، والمغرب في ضوء سياقاتها الاجتماعية، ورصد الآثار المترتبة عليها، فضلاً عن عرض نماذج الاحتجاجات الطلابية على المستوى العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، وجنوب أفريقيا، انتهاءً بتحديد سبل التعامل مع الاحتجاجات الطلابية، ومعالجة أسبابها.