يهدف هذا البحث إلى تحليل البنية السردية للقصيدة المشهورة قارئة الفنجان للشاعر نزار قباني، حيث تعددت تأويلاتها بين المتلقين، وغذت الأحداث والظروف المعقدة الاجتماعية والسياسية الموجودة في واقعنا العربي هذه التأويلات مما أكسب كل تأويل أرضية صلبة يستند عليها، ولقد اعتمدت الدراسة على نظرية السرد ومقولاتها التنظيرية، دون تجاهل أي أدوات منهجية أخرى قد تساعد في تأويلها سواء أكانت اجتماعية أم سياسية أم نفسية، بما يساهم في كشف النص بصورة كلية بما تحتويه من مضامين وأبعاد قد تبدو غير ظاهرة للوهلة الأولى، ومن هنا تأتي أهمية دراسة البنية السردية في قصيدة قارئة الفنجان حين تحاول أن تكشف اللثام عن جماليات القصيدة من منطلق النظرية السردية، فتناولت الدراسة العنوان لأنه البنية الصغرى للنص ثم توقفت أمام الاستهلال السردي باعتباره حلقة وصل بين العنوان والمتن، ثم انتقلت الدراسة للحدث الأساسي في القصيدة وحددت أبعاده ونوعه، كما تناولت الدراسة الشخصيات الأساسية والثانوية في القصيدة ودور كل منها، كما حددت الفضاء الزماني والمكاني الذي دارت فيه الأحداث، كما قامت الدراسة بالتركيز على الإيقاع وكشفت اللثام عن تأثيره على المتلقي.