تأتي أهمية هذه الدراسة لتسلط الضوء على ما تركته القصة القصيرة جدًا من تأثير في المتلقي الذي استساغها لسهوله قراءتها ولسرعة إيقاع الحياة العصرية، بالإضافة إلى التجربة الإبداعية لدى(محمد جوانبخت) الذي أبدع قصصًا قصيرة جدًا، وأنتج معرفة جديدة عكست وعيه بالواقع الراهن، وطرح مجموعة من الأسئلة حول الحياة والموت ومساءلة الذات والوجود، في مجموعته القصصية القصيرة جدًا(منسوخ) والتي لم تحظ بالدراسة من قبل، لذا تهدف هذه الدراسة إلى تأصيل هذا الفن؛ ونشأته ومسمياته وإشكالية تجنيسه وسماته في محاولة لرسم خارطة نقدية أولًا، واكتشاف النظام الكامن والقانون الحاكم لخصائصه الفنية والشكلية واستقراء استراتيجية القارئ في تلقي سرد هذا الجنس ثانيًا، ولما كانت هذه الدراسة تهدف رصد أداء استجابة القارئ للسرد في ضوء نظرية التلقي من خلال هذه المجموعة القصصية القصيرة جدا؛ للوقوف على تحديد مكوناتها المتباينة وإذابة مختلف عناصرها المتشابهة وجعلها في بؤرة واحدة، وفاعليتها المؤثرة في اختزال الموضوع وطريقة تناوله، تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي من خلال نظرية التلقى واستجابة القارئ؛ لرصد أداء السرد واستجابة القارئ له، فانتظمت الدراسة في توطئة، ومحورين (نظري وتطبيقي) وخاتمة تتضمن أهم نتائج الدراسة على النحو التالي:
- المحور النظري:(القصة القصيرة جدا في ضوء النظرية – نشأة فن القصة القصيرة جدًا وإشكالية التجنيس- سمات القصةِ القَصيرةِ جدًا وتقنياتُها- الخصائص الدلالية والمعايير الفنية).
- المحور التطبيقي: تحليل القصص القصيرة جدا كلا منها على حدى في ضوء نظرية التلقى واستجابة القارئ، ثم نتائج الدراسة، وأخيرا قائمة المصادر والمراجع.