تعد الأزمات جزءاً من نسيج الحياة الإنسانية في أي مجتمع، وسمة من سمات الحياة العصرية، وقد ازدادت الحاجة إلي التعامل مع الأزمات في العصر الحالي الذي يتسم بالتغيير الشديد في العلم والتكنولوجا، ونمط الاستهلاك وأنماط العلاقات بين البشر، مما يتطلب استراتيجيات وأساليب بديلة أكثر إبداعية للتعامل مع واقع الحياة المختلفة، حتي أطلق البعض علي العصر الحالي عصر الأزمات، وأصبح مصطلح الأزمة من المصطلحات الشائعة في لغتنا اليومية مثل الأزمة الاقتصادية والأزمة الصحية والأزمة السياسية وأزمة التعليم وغيرها من الأزمات، فلم يعد السؤال المطروح هل ستأتي الأزمة أم لا، بل أصبح السؤال ماذا ستفعل المنظمة عندما تأتي الأزمة، وذلك لأن الأزمة تمثل انهياراً للهياكل المألوفة التي تمنح النظام القائم شرعيته، وتهدد القيم الجوهرية التي يرتكز عليها، كونها موقفاً غير اعتيادياً وغير متوقعاً شديد الخطورة والسرعة ذو أحداث متلاحقة، يهدد قدرة الفرد أو المنظمة أو المجتمع علي البقاء، والأزمة لاتشمل التهديد فقط ، إنما تشمل كذلك الفرصة للتغيير، فالكشف المبكر عن الأزمة وتحديد حجمها ونوعها، واستخدام المنهج العلمي والمنطقي للتعامل مع الأزمات أصبح ضرورة حتمية من أجل إيجاد أسلوب لإدارتها أوما يطلق عليه "الإدارة الأزموية" ذات الآلية المميزة في مواجهة الأزمات، وإيجاد تقنية موجهة للحالات الطارئة التي لايمكن تجنبها، إن استخدام هذه ألاساليب والتقنيات الإدارية يكون بشكل مختلف تبعاً لنوع الازمة وبما يتماشي ونوع القيادة الإدارية التي تتعامل مع هذه الأزمات.