لقد غدت التَّربية الوقائية في العصر الحالي إحدى ضمانات النمو المتكامل للطفل في رياض الأطفال، حيث ترتفع مؤشرات الخطورة لهذه الفئة العمرية؛ وتحقيق متطلبات التربية الوقائية يتطلب مؤسسات بارعة في إدارة الموارد واكتشاف الفرص الجديدة؛ أي أنها بحاجة إلى مؤسسات تتسم بالبراعة التنظيمية، وقد هدف البحث الحالي التعرف على متطلبات تحقيق التربية الوقائية في رياض الأطفال في ضوء مدخل البراعة التنظيمية ببُعديه (الاستثمار- والاستكشاف)، والتعرف على واقع ممارسات البراعة التنظيميَّة ببُعديها (الاستثمار- والاستكشاف) لتحقيق مُتطلبات التَّربية الوقائيَّة في أبعادها (السلامة والأمان- الوقاية الصحيَّة- التغذية الصحيَّة)، وكذلك التعرف على معوقات تحقيق البراعة التنظيميَّة ببُعديها (الاستثمار- والاستكشاف) لتحقيق مُتطلبات التَّربية الوقائيَّة في رياض الأطفال، وما المقترحات المناسبة لتطبيق البراعة التنظيميَّة ببُعديها (الاستثمار – والاستكشاف) في رياض الأطفال لتحقيق مُتطلبات التَّربية الوقائيَّة، وهل تُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة في ممارسات البراعة التنظيميَّة لتحقيق التَّربية الوقائيَّة باختلاف طبيعة الرَّوضة (حكوميَّة- خاصَّة)، وقد اتبع البحث المنهج الوصفي، وقد تمثلت أدوات البحث فيما يأتي:
- أولًا: قائمة مُتطلبات تحقيق التَّربية الوقائيَّة (السلامة والأمان- والوقاية الصحيَّة- والتغذية الصحيَّة) في مؤسسات رياض الأطفال في ضوء مدخل البراعة التنظيميَّة ببُعديه (الاستثمار- والاستكشاف).
- ثانيًا: اسْتِبانَة ممارسات البراعة التنظيميَّة ببُعديها (الاستثمار- والاستكشاف) لتحقيق مُتطلبات التَّربية الوقائيَّة في رياض الأطفال في رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات رياض الأطفال.
  وتمثلت عينة البحث في (245) معلمةُ من معلمات رياض الأطفال بالمدارس الحكوميَّة، و(55) معلمةُ من معلمات رياض الأطفال بالمدارس الخاصَّة التابعة لوزارة التَّربية والتعليم بمحافظة المنوفية، وتمَّ التطبيق خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2022/ 2023، وأشارت نتائج البحث إلى أن واقع ممارسات البراعة التنظيميَّة لتحقيق مُتطلبات التَّربية الوقائيَّة في مؤسسات رياض الأطفال من وجهة نظر معلمات رياض الأطفال متوسطة بالنسبة للاستبانة ككل، وكذلك للمحورين سواء بالنسبة لبراعة الاستثمار أو براعة الاستكشاف، وكذلك بالنسبة للأبعاد الفرعية للاستبانة عدا بُعد براعة الاستثمار لتحقيق الوقاية الصحيَّة فواقع تحققها كبيرة، وأن تقييم المعوقات جاء بدرجة متوسطة وكانت أعلى المعوقات "ضعف قدرات العاملين في الرَّوضة على الإفادة من المستحدثات التكنولوجيَّة في مهام عملهم"، كما أسفرت النتائج بالنسبة لبراعة الاستثمار: أنه يُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة عند مستوى (0,05) بين متوسطات المجموعتين (مدارس حكوميَّة – مدارس خاصَّة) وذلك لصالح المدارس الحكوميَّة الأعلى في قيمة المتوسط ذلك بالنسبة للمحور ككل وللبُعدين (السلامة والأمان، والتغذية الصحيَّة) بينما لا تُوجد فروقٌ بالنسبة لبُعد الوقاية الصحيَّة.
     بالنسبة لبراعة الاستكشاف: يُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة عند مستوى (0,05) بين متوسطات المجموعتين (مدارس حكوميَّة – مدارس خاصَّة) وذلك لصالح المدارس الحكوميَّة الأعلى في قيمة المتوسط ذلك بالنسبة لبُعد (السلامة والأمان) ولصالح المدارس الخاصَّة بالنسبة لبُعد (التغذية الصحيَّة)، بينما لا تُوجد فروقٌ بالنسبة لبُعد الوقاية الصحيَّة والمحور ككل، كما توصَّلت النتائج إلى بعض المقترحات لتطبيق البراعة التنظيميَّة في رياض الأطفال لتحقيق التَّربية الوقائيَّة، وقد اختتم البحث بمجموعة من التوصيات والمقترحات في ضوء ما أسفر عنه من نتائج.