هدف البحث للتعرُّف على الأُسُس النظرية للتعليم والتدريب المهني والتقني في الأدبيات المعاصرة، وعرض الوضع الراهن لمدارس التكنولوجيا التطبيقية في جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية؛ في ضوء السياق الثقافي لكلٍّ منها، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بينها، وتفسيرها في ضوء مفاهيم العلوم الاجتماعية ذات الصلة، والتوصل إلى إجراءات مقترحة لتطوير مدارس التكنولوجيا التطبيقية بجمهورية مصر العربية في ضوء خبرتي الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وبما يتناسب مع الأوضاع الثقافية للمجتمع المصري، وتم استخدام المنهج المقارن. وتوصلت نتائج البحث إلى أن الغاية الأساسية من مدارس التكنولوجيا التطبيقية هو تطبيق المعايير الدولية في مجال التعليم والتدريب المهني والتقني؛ باستخدام المناهج المتطورة وأساليب التدريس التي تُركِّز على الطالب، وإعداد خريجين مؤهلين للعمل بالسوق المحلية والدولية. وأن هناك تحديات تواجه مدارس التكنولوجيا التطبيقية؛ مثل: غياب الرؤية الواضحة من وراء تبنِّي صيغة هذه المدارس، وضعف نشر ثقافة التعليم والتدريب المهني والتقني، وارتجالية التخطيط، وعدم وجود خطة إستراتيجية خاصة بهذه المدارس، وافتقارها للقيادات الخبيرة لإدارة منظومتها على نحوٍ كفءٍ، وضعف نُظُم إعداد وتدريب معلميها، وقصور التمويل الحكومي في دعمها بالإمكانيات والمتطلبات اللازمة لتطويرها باستمراريةٍ، وعدم التمثيل الجغرافي السليم لهذه المدارس. واقترح البحث مجموعةً من الإجراءات لتطوير هذه المدارس، وذلك وفقًا لعدة أبعاد تمثلت في: رؤية المدارس التكنولوجيا التطبيقية، وأهدافها، وشروط القبول فيها، والخطة الدراسية بها، وتدريب المعلم أثناء الخدمة، وإدارتها المدرسية، وتمويلها، بالإضافة إلى إجراءات عامة للتوسع الجغرافي في مدارس التكنولوجيا التطبيقية.