يتناول هذا البحث جمعاً ودراسة للمسائل الأصولية المستدل لها بحديث: "لا تبع ما ليس عندك"،
ويهدف إلى بيان دور السنة النبوية في استنباط وبناء القواعد الأصولية، وأنها من أهم الأدلة التي يحتج بها الأصوليون في كثير من المسائل؛ فتأتي مستقلة بالاستدلال فيكون الاعتماد الكامل عليها أو ينضم إليها دليل آخر فتكون حينئذ جزءًا من الاستدلال، ولذلك كان لزاماً على الباحثين العناية بها وبيان مدى أهميتها واتصالها الوثيق بعلم أصول الفقه، ورصد المسائل الأصولية التي استدل الأصوليون لها بالسنة، كما يسهم هذا البحث في الرد على مَنْ يدعي أن أدلة أصول الفقه أغلبها عقلية ومنطقية.
ومن خلال تتبع الاستدلال بالسنة النبوية على المسائل الأصولية وجدت تكرار الاستدلال ببعض النصوص النبوية على مسائل متفرقة في الكتب الأصولية ؛ فرغبت في الوقوف على أحد هذه النصوص وسبر المسائل الأصولية التي يمكن أن يستدل به عليها، فوقع اختياري على حديث "لا تبع ما ليس عندك"، فهذا الحديث مع وجازة لفظه إلا أنه يستدل به على عدد من المسائل المبثوثة في الأبواب الأصولية ولما كانت هذه المسائل متفرقة في الكتب الأصولية أردت أن أجمع شتاتها في بحث مستقل وسميته : "المسائل الأصولية المستدل لها بحديث: "لا تبع ما ليس عندك" جمعاً ودراسة" ، واقتضت طبيعة البحث أن أتبع المنهج الاستقرائي التحليلي، وقد انتظمت المادة العلمية في مقدمة، وتمهيد، ومبحثين؛ تضمنا عددًا من المسائل الأصولية المستدل لها بهذا الحديث، ثم خاتمة بأهم النتائج والتوصيات، وفهارس، وقد انتهى البحث إلى بيان تفاوت الاستدلالات الأصولية بهذا الحديث،ويوصي البحث بمزيد العناية بالنصوص الشرعية استنباطاً واستدلالاً بها على القواعد الأصولية لما في ذلك من إثراء وتنمية للملكة الأصولية .