تعرضت في هذا البحث إلى إعلال حديث في صحيح الإمام مسلم من أئمة كبار كالنسائي والدارقطني وابن منده، وهو حديث "عشر من الفطرة"، وكان إعلالهم له بعلتين إحداهما أنه من رواية مصعب بن شيبة وهو منكر الحديث، والثانية: أن سليمان بن طرخان التيمي وجعفر بن إياس قد خالفا مصعب بن شيبة فروياه عن طلق بن حبيب مقطوعًا وهما ثقات فرجحا الرواية المقطوعة على الرواية الموصولة المرفوعة، فعمدت إلى دراسة هاتين العلتين من خلال جمع طرق الحديث، وبيان أوجه الخلاف، وتخريج كل وجه على حدة مرتبًا التخريج على حسب المتابعات الأتم فالأقل، ثم دراسة الأسانيد، وذلك بترجمة كل راوي من حيث اسمه ونسبه وكنيته، وذكر بعضًا من شيوخه وتلاميذه، وذكر أقوال المعدلين والمجرحين فيه، ثم أختم بذكر خلاصة ما يترجح في حال الراوي من مجموع الأقوال فيه مستأنسًا بما يوافقه من أقوال العلماء كالإمام الذهبي والحافظ ابن حجر، ثم حققت القول في ترجمة مصعب بن شيبة وتبين لي في النهاية أنه ثقة على الراجح من أقوال أهل العلم، وقمت بالنظر في الخلاف القائم بين الوجهين وهو تعارض الرواية الموصولة المرفوعة والرواية المقطوعة، وقمت بالجمع بين الوجهين على حسب ما تبين لي، وحكمت على الحديث، وتبينت لي صحته، وذكرت أقوال العلماء ممن رجح الرواية الموصولة على المقطوعة، ومن رجحها ضمنًا بتصحيحه للرواية الموصولة، وكذلك ذكرت أقوال أهل العلم فيمن رجح الرواية المقطوعة على الموصولة صراحة، ومن رجح الرواية المقطوعة ضمنًا وذلك بتضعيفهم للوجه الموصول، ثم قمت بالرد على من ضعف هذا الحديث، ثم ذكرت له عدَّة شواهد منها ما هو في صحيح الإمام البخاري، ومنها ما هو ضعيف