يعتبر فن التصوير من أهم أنواع الفنون البصرية ؛ لقدرته علي جمع العديد من الأساليب الفنية بمرونة ويسر . في السابق كان يعرف فن التصوير؛ بانه فن يعتمد على تنظيم الألوان على سطح مسطح ذو بعدين؛ لتمثيل شكل أو فكرة عن طريق الخط واللون . ولكن حديثا أصبح تعريف فن التصوير أكثر مرونة واتساعا . و من الصعب تحديد الحد الفاصل بين فن التصوير الحديث و المعاصر لتداخل الاتجاهات الفنية والأفكار وتاثيراتها المتبادلة . ولكن ما يميز الفنون المعاصرة هو تناول موضوعات بها شمولية تخص العالم ، وتدعو إلى التفكير في قضايا متنوعة . وذلك لتصنيف العمل الفني علي انه (معاصرا ) يجب أن يحتوي على مقومات ترتبط زمنياً بالعصر الحالي ، او اذا استخدم الفنان اسلوبا فنيا تقليديا ولكن بشكل معاصر و إحساسا بالآنية والحداثة . وبناء عليه سعي بعض المصورون الي توظيف الفكر المفاهيمي للتعبير عن موضوعات معاصرة مستخدمين عدة طرق و اساليب مختلفة ، حتى أصبحت المفاهيمية سمة أساسية . على الرغم من أن بداية ظهور المفاهيمية أوحت إلى ما يسمى بانتهاء فن التصوير ، نظرًا لأنه لم يعد من الضروري ممارسة التصوير بشكل جمالي ، وأصبحت الفكرة أكثر أهمية ؛ إلا أن الحقيقة على عكس ذلك وأتاحت المفاهيمية مجالا اكثر اتساعا يسمح بتوظيف الوسائط التقليدية والوسائط المختلطة والمتعددة ؛ حتى أصبح العمل التصويري حاضرا بقوة في الفنون المعاصرة وبتناولات جديدة ، بالإضافة لاستخدام وسائل مستحدثة تكنولوجية بجانب الأساليب التقليدية . كما استطاع فن التصوير الخروج عن الاطار التقليدي للوحة المتحفية ، والتفكير في المكان والفراغ المحيط ، و توظيفه داخل اطار العمل الفني ، الي درجة تصل الي استيعاب المشاهد بشكل يسمح له بالتجول داخل العمل ، مع امكانية اثارة كل الحواس باستخدام مؤثرات سمعية وبصرية للوصول الي جوهر الفكرة وليس الشكل الجمالي فقط . لذلك يتتبع البحث التطورات والتغيرات التي اثرت علي فن التصوير المعاصر وادت الي ظهور اتجاها جديدا وهو فن التصوير المركب او فن التصوير المجهز في الفراغ.