ندرك جميعاً، وفى شتى بقاع الأرض مدى ما يعانيه العالم من تغيرات وكوارث بيئية كالتلوث المحلى والإقليمي والعالمي للماء والهواء ، وتراكم الفضلات السامة و تدمير و استنفاذ الغابات و المياه ، واستنفاذ طبقة الاورزون و انبعاث الغازات السامة و التى تهدد بقاء البشر و يهدد الاف الفصائل الحية الاخرى ، كما يهدد سلامة الارض و تنوعها البيولوجى و موروثات الاجيال المستقبلية ، وترجع كل هذه التغيرات البيئية الى نماذج الاستهلاك غير المنصفة و غير المستدامة و التى تؤدى الى تفاقم وزيادة الفقر فى مناطق كثيرة من العالم .

ونتيجة لهذه التهديدات أولت الدول والمجتمعات المختلفة اهتمامها إلى التنمية المستدامة كوسيلة للحفاظ على البيئة، وتـوفير احتياجـات الأجيـال الحالية والأجيال المستقبلية.

فالتنمية المستدامة ليست هدفاً ولكنها وسيلة لإدارة الـسيناريوهات الملائمـة والمحتملة للمستقبل وتعزيز طرق جديدة للحوار الاجتماعي، فهي تعنى البحث عن طرق لتعزيز التوازنات، والاختيارات والاحتمالات والأولويات الجديدة مع الح فاظ على التناسق والانسجام في كل شيء

وتعرف الإستدامة بأنها التنمية التي تفي وتلبي إحتياجات المجتمع الحاضر دون المساومة والمساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم، ولأن العمارة تعكس التنمية والنمو في المجتمع فكان لزامآ على مفاهيم الإستدامة أن تتغلغل في العمل المعماري والعمراني بحيث أصبح مفهوم الإستدامة توجهآ أساسيآ لايمكن إغفاله في اي مبنى، وتعد انظمة ايجاد الطريق واحدة من اهم عناصر تصميم البيئات العمرانية و الابنية بمختلف انواعها و انشطاتها كجزء لا يتجزا من تجربة المستخدم للمبنى فان نجح المستخدم فى التنقل بشكل اكثر سهولة وسلاسة داخل البيئة المستهدفة سواء بيئة داخلية كالمبانى والمنشاءت او بيئات خارجية مثل المناطق المفتوحة كالمناطق الاثرية او المتنزهات او غيرها من البيئات . فقد نجح المصمم فى اتمام العملية التصميمية لانظمة ايجاد الطريق الخاص بالمنشاءة ، ومع التطور والالتزام بمفهوم الاستدامة فى الكثير من التطبيقات والانشطة اصبح من الطبيعى تاثر انظمة ايجاد الطريق بمثل هذه التطبيقات وذلك كوسيلة لخلق انماط وتقنيات انتاجية بطابع اكثر تاثرا بالمتغيرات المجتمعية والبيئية والثقافية المختلفة .

الكلمات المفتاحية: التنمية المستدامة – انظمة ايجاد الطريق – التصميم الجرافيكى .