مقدمة:

يعد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم مطلباً ملحاً وتحدياً صعباً يفرضه واقع العصر الذي نعيشه، وما يكتنفه من صعوبات وتحديات نفسية واجتماعية واقتصادية، فالمعاناة جزءً لا يتجزأ من الحياة الإنسانية، وهي قدر محتوم يعيشه كل أبناء المجتمع دون استثناء العاديين منهم وذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً؛ نظراً لما يتعرضوا له من صراعات وإحباطات وإخفاقات وضغوط في شتى مناحي الحياة، إلا أن الإعاقة قد تزيد من تلك المعاناة وتضيف لها تحدٍ جديد نظراً لما يعانيه ذوي الإعاقة من ضغوط اجتماعية، ونفسية، وانفعالية مرتبطة بنوع الإعاقة.
كما أن الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم، بل وتفجير واستغلال طاقاتهم الكامنة أحد أهم المؤشرات الدالة على مدى تقدم ورقي الأمم، بل ومؤشراً أساسياً من مؤشرات تحقيق العدالة الاجتماعية وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد؛ إلا أن هذا الاهتمام وتلك الرعاية يجب أن يشمل جميع النواحي سواء الاجتماعية أو الأكاديمية أو التكنولوجية أو الانفعالية أو النفسية، وقبل كل ذلك الإيمان الراسخ والقناعة الكاملة بأن ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون القدرة على أن يكونوا داعمين لمسيرة التنمية في أوطانهم بدلاً من أن يكونوا عائقا لها، ومشاركين أساسيين في مسيرة التقدم والرقي بدلاً من كونهم عبء على المجتمع.