من منطلق رؤية المملكة 2030 التي تدعو إلى تبني أفكار ورؤى جديدة أكثر تطوراً، وفي ظل التغيرات الجذرية والسريعة التي يشهدها عالم الأعمال، واجهت المؤسسات التعليمية العديد من التحديات التي دفعتها لبذل المزيد من الجهود لمواكبة هذه التغيرات بما يجوّد مخرجاتها ويلبي احتياج سوق العمل. ونظرًا للدور الذي تؤديه بيئة العمل وتأثيرها على جودة مُخرجات أعضاء هيئة التدريس وسعيها لتمكينهم بما يتوافق مع الخطط والرؤى الجديدة، فقد هدفت الدراسة إلى التَّعرُّف على واقع بيئة العمل في الجامعات بمنطقة مكة المكرمة، من خلال قياس مستوى البيئة الـمُحَفِّزَة بالاعتماد على ركائز الدراسة الثلاثة (بيئة العمل، والبيئة المادية، وعلاقات العمل). ولتحقيق هذا الهدف اُستخدم المنهج الوصفي، واختيار الاستقصاء كأداة رئيسة لجمع البيانات. وقد تكوّنت عينة الدراسة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات مجتمع الدراسة الذين بلغ عددهم (139) فردًا. وأظهرت النتائج أن أفراد عينة الدراسة محايدون في آرائهم بنسبة (57.3%) نحو بُعد بيئة العمل، ومحايدون في آرائهم بنسبة (57.3%) نحو بُعد البيئة المادية، ومحايدون في آرائهم بنسبة (64.7%) نحو بُعد علاقات العمل في الجامعات السعودية بمنطقة مكة المكرمة. وتبعًا لهذه النتائج فقد أوصت الدراسة بأهمية رفع مستوى المشاركة بين أعضاء هيئة التدريس والإدارة العليا عند عملية اتخاذ القرارات، وفتح قنوات تواصل مناسبة لتقديم التغذية الراجعة. وأشارت الدراسة إلى أهمية تهيئة البيئة التعليمية ورفع جودة المرافق والقاعات الأكاديمية؛ بما يُعزّز مفهوم بيئة العمل الـمُحَفِّزَة، من خلال تهيئة القاعات الدراسية وفق الاحتياج من برامج وأجهزة حاسب وإنترنت. هذا بالإضافة إلى أهمية دعم عملية اكتساب الخبرات وتبادلها لأعضاء هيئة التدريس عبر توفير فرص ودعم مادي لحضور المؤتمرات والندوات التي تُشكّل قيمة مضافة، وتُسهم في صقل مهاراتهم الأكاديمية والبحثية.