تحكي الرواية بشكل أساسي، قصة سبع شخصيات، منهم السياسي "رءووف" وعازفة البيانو "راحيل"، والفنانة التشكيلية "راشيل"، والفيلسوف "عبد الله"، والمناضل الماركسي "خالد"، والكاتبة "جيهان"، وعازف البيانو "وليد"، كما تدور أحداث الرواية حول علاقات "راحيل" بالناس والمجتمع، وبطلة الرواية هي "رحيل" التي تركتها أمها التي كانت فنانة في مجال الرسم، وانتحرت بعد أن هجرت والدها ومعها رحيل، وقد وجدوها منتحرة ولم يجدوا رحيل معها، وأصبحت رحيل فنانة مثل والدتها ولكن في مجال العزف، وتزوجت من مناضل سياسي لامع، ولكن هذه العلاقة لم تستمر كثيراً، فتعود للعزف والحرية التي كانت تبحث عنها، وهكذا أتت رواية "بأي ذنب رحلت" تجمع بين الفن، والموسيقى، والفلسفة، والسياسة، كما تحمل الرواية في طياتها تأملات سياسية، وتتميز هذه الرواية، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة "بوكر العربية"، بأنها تجمع بين الفلسفة، والفكر، وتغوص في أعماق الشخصيات العربية، والفرنسية، وتكشف عن جذورها، ضمن حبكة درامية، كما تحفل هذه الرواية بالقضايا المتشابكة مثل القضايا الاجتماعية والسياسية في ظل نضال الشعب في المغرب، إنها رواية ذات قدرة كبيرة على طرح ما تسكت عنه أقلام كثيرة. فهي تعالج قضية الاغتراب الاجتماعي في المجتمع المغربي، التي تمثل في الرواية محوراً موازياً ومهماً، وتظهر من خلالها مواقف أفراد المجتمع، وتباين آرائهم واختلافها، والمؤلف هو الروائي محمد المعزوز، وهو أستاذ وباحث في الأنثروبولوجيا السياسية، وهو كاتب وسياسي مغربي، ويتبع هذا البحث عدة مناهج: منها المنهج الوصفي، التحليلي، من خلال أحداث الرواية، وتحليلها وتطورها، وكذلك المنهج الاجتماعي في دراسة تأثير الواقع على الشخصيات. والمنهج النفسي في دراسة شخصيات الرواية، وأيضاً المنهج الفني في دراسة التقنيات الفنية في الرواية.