تعد دراسة شواهد القبور من الدراسات المهمة فى علم الآثار؛ إذ إنها تسجل وتوثق تاريخيًا حضارة كل قطر عثر عليها فيه، من حيث الجانب الإجتماعي والسياسي والثقافي والديني والمذهبي للقطر الذي جاءت منه، وتسجل أيضًا الأشخاص والقبائل التي نتعرف من خلالها على مكانة هؤلاء الأشخاص في المجتمعات التي عاشوا فيها أو وفدوا منها، وشواهد القبور الإيرانية السلجوقية من النقوش المهمة التي تبين أسلوب سلاجقة إيران في إعداد شواهد القبور الخاصة بهم.
وهذا البحث يتناول دراسة أربعة شواهد قبور منتقاة لم يتم دراستها، باستثناء أن صورها نشرت فقط، تنسب إلى العهد السلجوقي الإيراني (429-548هـ/ 1037-1153م)، وهي تكشف عن بعض السمات والخصائص العامة لشواهد القبور السلجوقية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الشخصيات التى وردت أسماؤها على تلك الشواهد، كما توضح أيضًا المواد الخام التي استخدمت في صناعتها، وأسلوب تصميمها، بالإضافة إلى التنوع في أنواع الخطوط التي استخدمت في نقش الكتابات، وعليها تشير كذلك إلى أسماء الصناع الذين قاموا بصناعتها، مما يبدو أن هؤلاء الصناع كان لديهم مدرسة فنية ظهرت خصائصها في إعداد تلك الشواهد.
وتقوم دراسة تلك المجموعة من الشواهد على المنهج الوصفي التحليلي؛ الوصفي يشتمل على وصف الشواهد، وقراءة نصوصها، بينما التحليلي يتضمن تحليل كل ما يتعلق بها من حيث الشكل والمضمون.