هدفت هذه الدراسة إلى المراجعة النقدية للبرامج (الإرشادية والتدريبية والعلاجية)، المنشورة في دراسات سابقة، من خلال التعرف إلى مواصفات هذه البرامج، وأهم التصميمات التجريبية الأكثر استخداما، والمواصفات الأكثر انتشارا التي تتعلق ببنية هذه البرامج مثل عدد الجلسات، ومدة الجلسة، ومدة البرنامج بالساعة والأسبوع، ومدى فعالية البرامج واستمراريتها كما تظهر في نتائج القياس: "القبلي – البعدي" و"البعدي – التتبعي". وتكونت عينة الدراسة من (328) من البرامج المنشورة في (179) رسالة ماجستير ودكتوراه، و (86) من البحوث العلمية المنشورة في مجلات علمية، وقد تم تحليل مضمون هذه البرامج، بناء على استمارة جمع بيانات تم تصميمها لهذا الغرض، وأظهرت نتائج الدراسة، أن (327) برنامج (بنسبة 99,7%) لها فعالية في التأثير على المتغير أو المتغيرات التابعة (القياسين القبلي -  البعدي) للمجموعة التجريبية، وأن هناك برنامجا واحدا (بنسبة 0,3%) ليس له فعالية، وأن جميع البرامج التي تم فيها إجراء قياس تتبعي، لها استمرارية في التأثير على المتغير التابع لدى المجموعة التجريبية، وهي نتيجة تستحق التوقف عندها. كما أظهرت النتائج أن هناك مبالغة من بعض الباحثين، في تحديد مواصفات البرامج؛ مثل عدد الجلسات، ومدة الجلسة، ومدة البرنامج، وأيضا طول المدة الزمنية الفاصلة بين القياسين البعدي والتتبعي، مما يجعل من عملية ضبط المتغيرات الدخيلة أمرا بالغ الصعوبة. كما توصلت الدراسة إلى أن بعض الدراسات تستخدم أساليب إحصائية غير مناسبة في القياسات القبلية والبعدية والتتبعية. وقد أشارت الدراسة لنموذج مقترح، ولعدد من التوصيات التي يمكن أن تسهم في تحسين بناء البرامج وتحسين إجراءات تطبيقها.