لاقت الدراسة الصوتية في العصر الحديث اهتماماً كبيراً، وتمكن علماء اللغة المحدثون من بذل جهود كبيرة استناداً على ما أسسه القدماء في مجال دراسة أصوات اللغة ومخارجها وصفاتها، وعلى ما توفر لهم من تقنيات وأجهزة علمية وبرامج حاسوبية متطورة مكنتهم من دراسة الأصوات دراسة علمية مخبرية. وأتاحت لهم أن يبنوا دراساتهم على الملاحظة والتجريب. وقد أصبح بإمكان هذه البرامج أن تحلل الصوت المنطوق بوصفه ظاهرة مادية طبيعية تحليلاً فيزيائياً، وتمثله تمثيلاً مرئياً عن طريق تحويله إلى صور طيفية تبين بوضوح خصائصه الفيزيائية بما يضمن لهم نتائج أكثر دقة وفي وقت أقل. وتهدف هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على تأثير التحليل الطيفي للأصوات في الكشف عن الحقائق المتعلقة بطبيعة الأصوات، وصفاتها وظواهرها المختلفة، بما يقدمه من تحليل لأبعادها الفيزيائية التي تتحدد على أساسها السمات التمييزية لكل صوت. وتضمنت الدراسة مجموعة من المباحث تحدثت عن الجهود المبذولة في دراسة الأصوات قديماً وحديثاً وأهم الأجهزة الفيزيائية للصوت، ودورها في كشف الحقائق والأسرار المتعلقة بدراسته. وانتهت إلى جملة من النتائج أهمها: أن للتحليل الطيفي تأثيراً كبيراً في معرفة طبيعة الصوت وأنواعه وخصائصه وظواهره المختلفة، ودورًا في حسم الخلاف في المسائل التي اختلف فيها القدماء والمحدثون فيما يتعلق بتوصيف الأصوات.