يتناول هذا البحث ظاهرة التأثير والتأثر في الأدب المقارن وانعكاساتها في نشأة وتطور فن المسرح في العالم العربي في إطار الجمع بين الأصالة والتأثر، متخذا من مسرح توفيق الحكيم ومسرحيته "الملك أوديب" أنموذجا. تقتصر هذه الدراسة على تتبع الروافد الأوروبية في المسرح العربي، وخاصة في مصر ومسرحية توفيق الحكيم، من أجل الحصول على نتائج أكثر دقة، بعيدا عن الخوض في تفاصيل لا تخدم الموضوع.
جاء البحث في مقدمة عرضت موضوع الدراسة وأهميته وأهدافه وأسباب اختيار الموضوع وأسئلته وحدوده ومنهجه والدراسات السابقة والاستفادة منها. ثم تلا ذلك أربعة مباحث: ركز الأول على مفهوم التأثير والتأثر في الدراسات الأدبية المقارنة، والثاني خاص بتاريخ نشأة المسرح العربي وجذوره الأوروبية، أما الثالث فقد ركز على الروافد الأوروبية في مسرح توفيق الحكيم، والرابع ركز على أوجه الشبه والاختلاف بين مسرحيتي سوفوكليس والحكيم من خلال التركيز على الجوانب التالية: العنوان والمضمون والفكرة والحبة والأحداث والشخصيات.
وقد خلص البحث إلى نتائج هامة أبرزها: الكشف عن أهمية الدراسات المقارنة، وظاهرة التأثير والتأثر بين المسرح العربي والآداب الأوروبية وفاعليتها في نشأته وتطوره وازدهاره، كوسيلة لتجاوز ضيق الأفق القومي ومواكبة ركب الآداب الأجنبية المتطورة. كما تبين أن تأثر الحكيم بالثقافة اليونانية ومسرحية سوفوكليس لم يندرج تحت التبعية الثقافية والأدبية، بل كان ضمن إطار الأصالة، التي تهدف للاستفادة من الآداب الأجنبية بما يخدم تطور فن المسرح العربي ويعزز حضوره العالمي.