هدف هذا البحث إلى توضيح أبرز ملامح التصور الإسلامي للإنسان والكون، والعلاقة بينهما، ثم بيان أهم انعكاسات هذه العلاقة على السياسة التعليمية بالمملكة العربية السعودية، واستخدم الباحث المنهج الاستنباطي المنهج الاستقرائي المنهج الوثائقي للإجابة عن أسئلة البحث، وأهم النتائج التي توصل لها الباحث مايلي:  يتلخص التصور الإسلامي للكون في أن الكون بسماواته وأرضه وأفلاكه ومجراته وما فيهن ومَن فيهن مخلوق لله تعالى، وأنه كله خاضع لأمر الله، وتقديره، وأنه مستمر في تطور دائم لا يتوقف، وأنه قد خُلق لحكمة ربانية عظيمة، وأن منه ما هو محسوس للبشر، ومنه ما هو غيبي، ويكتمل التصور الإسلامي للكون بالنظر الصحيح لشطري الكون: الغيبي والمشاهد.  يتلخص التصور الإسلامي للإنسان، في كونه أحد مخلوقات الله تعالى في هذا الكون، يتكون من ثلاثة مكونات أساسية تميزه عن غيره من المخلوقات، وهي: المكون الجسدي، والمكون الروحي، والمكون العقلي، وقد وضّح الله لنا في القرآن الكريم توضيحاً مفصلاً لكيفية خلق الإنسان، والمراحل الإجمالية والتفصيلية لهذا الخلق، كما وضح لنا الغاية من وجوده، أنه مخلوق لعبادة الله تعالى وامتثال أمره ونهيه، وأن مصيره بعد الموت إلى حياة أخرى، وكل نفسٍ فيها ستحاسَب على ما عملته في الدنيا من خير وشر، ثم تجازى على ما عملته بالجنة أو بالنار. و تتلخص أهم ملامح علاقة الإنسان بالكون في الأبعاد التالية:

أن الإنسان من عوالم هذا الكون، وكلاهما مخلوق لله تعالى، ويشتركان في العبودية والانقياد له سبحانه.
أن الكون هو المصدر المعرفي الثاني للإنسان.
أن الكون بجميع عوالمه المشاهدة مسخّر من الله تعالى للإنسان، يتعلم منه، ومنه يستفيد.
أن الإنسان مُطالَبٌ وموجَّهٌ من الله تعالى للبحث والتأمل والنظر في هذا الكون؛ للدراسة والاعتبار والتنقيب والاكتشاف؛ لما في هذا الكون من معارف وسُنن وخزائن وثروات.
أن الإنسان مُطالَبٌ وموجَّهٌ من الله تعالى بالمحافظة على سلامة عالمه، وعوالم الكون الأخرى وصيانتها.