يعدّ مسرح الطفل من أهمّ الفنون التي تقدّم للطفل لدوره التواصليّ والتعبيريّ في تعزيز القيم والبناء المعرفيّ والثقافيّ للطفل، ومن خصائصه قيام خطابه على ثنائيّة النصّ/العرض، وكي يصل هذا الخطاب المسرحيّ وفق مفاهيم الطفل واستيعابه يحتاج إلى نصّ مسرحيّ يتشكّل بناؤه الدراميّ من عناصر تحمل في خطابها مرتكزات النصّ وفنّياته. وقد حفلت النصوص المسرحيّة السعوديّة الموجّهة للطفل ببناء دراميّ متنوّع الآليّات والتقنيات ووفق خصوصيّات التلقيّ عند الطفل وقدراته الاستيعابيّة ومفاهيمه مع قابليّتها للعرض المسرحيّ. ويتناول البحث تحليل البناء الدراميّ والعلامات المشكّلة له في المسرحيّات والعناصر المكوّنة له بأبعادها المختلفة وسماتها الخاصّة، مبرزًا اهتمام المسرحيّ السعوديّ بمسرحيّات الطفل وفق برامج رؤية 2030 المعزّزة لذلك. ومن خلال البحث تبين امتياز مؤلفو مسرحيّات الطفل في المسرح السعوديّ بوعيهم بقدرة المسرح (النصّ/العرض) على تشكيل وجدان الطفل وبناء هويته وتأثيره المعرفيّ والثقافيّ بتناولهم لموضوعات اجتماعيّة وقضايا ملحّة، إلى جانب اعتماد الكتاب بناء الشخصيّات في مسرحيّات الطفل على التباين والتمايز والتنوّع، شخصيّات قادرة على صنع التحوّل في الفعل الدراميّ والتطوّر في الصراع، وتنوّعت بين شخصيّات الأطفال (شخصيّات محوريّة، شخصيّات ثانويّة)، وشخصيّات الحيوان (المؤنسنة، الطبيعيّة) والشخصيّات الخياليّة والجامدة والتجريديّة المتلائمة مع أدوارها في المسرحيّات.