شهد اضطراب طيف التوحد تطورات كثيرة في تشخيصه منذ اكتشاف اضطراب التوحد وظهوره في دليل التشخيص حتى ظهور الدليل التشخيصي الخامس (2013) DSM-V والمراجعة النصية لذلك الدليل في مارس 2022 DSM-V-TR ليظهر مصطلح "اضطراب طيف التوحد" بما عليه من مآخذ عديدة. وقد أظهرت الممارسة العملية لمحكات تشخيص اضطراب طيف التوحد كما وردت في الإصدار الخامس من دليل التشخيصومراجعته النصية إلى جانب التصنيف الدولي الحادي عشر للاضطرابات والذي بدأ العمل به منذ يناير (2022) ICD-11 أن هناك مجموعة غير قليلة من المآخذ والملاحظات التي تشوب تناول هذا الاضطراب وتشخيصه بالطريقة التي أوردها الدليل. فظهرت الحاجة إلى وجود نموذج تصنيفي جديد للاضطراب يهدف إلى تفادي تلك المآخذ، ويتم من خلاله تناول الاضطراب بشكل صحيح يسهم في تشخيصه وتقييمه الصادق، واختيار أو إعداد برامج التدخل المناسبة التي تعمل على الحد من شدة أعراضه، وتعديل سلوك من يعانون منه. ولذلك فقد اتخذ النموذج التصنيفي الجديد من الواقع منطلقات له، ووضع ركائز يقوم عليها لتجنب تلك المآخذ، وتم تقديم عدة فرضيات ينطلق منها. كما تم تحديد الشكل العام لفئة الاضطرابات التي يتناولها هذا النموذج الجديد، وتحديد الملامح المميزة له، وتقديم محكات التشخيص الخاصة بفئات تلك الاضطرابات التي يتضمنها، وتحديد عدد من الملامح التشخيصية المميزة لها بشكل عام والتي يكون من شأنها أن تسهم في الوصول إلى تشخيص دقيق لها. وانتهت هذه الورقة البحثية إلى أن هذا النموذج التصنيفي الجديد بكل عناصره يمثل أسلوباً جديداً في تناول اضطراب طيف التوحد من خلال تقديمه بمفهوم جديد، ويسهم في التغلب على أوجه القصور التي نتجت عن الأسلوب الحالي الذي يتم من خلاله تناول هذا الاضطراب كما ورد في دليل التشخيص.