يُعد العمل التطوعي نشاطًا اختياريًا يقوم به الأفراد بدوافع شخصية، دينية، أو إنسانية، دون انتظار مكافآت مادية. يتميز العمل التطوعي بدوره المهم في تكوين شخصية الطلاب الجامعيين خلال مرحلة الدراسة، التي تُعد من أهم مراحل حياتهم، حيث يسهم في تنمية مهاراتهم المعرفية، الفكرية، والفنية، مما ينعكس إيجابيًا على مستقبلهم المهني.

تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف العوامل التي تحفز الشباب الجامعي على المشاركة في الأنشطة التطوعية، بالإضافة إلى التعرف على العوائق التي تواجههم. كما تتناول دور الجمعيات الأهلية في تشجيع الشباب على الانخراط في العمل التطوعي. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، باستخدام مسح اجتماعي استهدف عينة عمدية مكونة من 38 طالبًا وطالبة من طلاب الفرقتين الثالثة والرابعة بكلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان.

كشفت النتائج عن وجود مجموعة من المعوقات التي تحول دون مشاركة الطلاب في العمل التطوعي، منها ما يرتبط بالمجتمع، أو بالطلاب أنفسهم، أو بالمؤسسات المعنية بتنظيم الأنشطة التطوعية. في المقابل، قدمت الدراسة عددًا من الآليات المقترحة لتعزيز مشاركة الطلاب في العمل التطوعي، بما يسهم في التغلب على تلك المعوقات.

تلقي هذه الدراسة الضوء على أهمية تعزيز الوعي بأهمية العمل التطوعي ودوره في تنمية مهارات الطلاب وبناء شخصياتهم، بالإضافة إلى ضرورة دعم الجمعيات الأهلية والمؤسسات التعليمية لتوفير بيئة محفزة تشجع الشباب الجامعي على الانخراط في الأنشطة التطوعية بما يحقق التنمية المستدامة للمجتمع.