يشهد عالمنا تزايدا مطرادا لأعداد المسنين، وتزيد معه احتمالات تعرضهم لسوء المعاملة، التي عرفتها منظمة الصحة العالمية بأنها فعل صدر لمرة واحدة أو تكرر صدوره، سبب ضررا أو ضيقا له، أو عدم اتخاذ شخص محل ثقة المسن اجراء مناسب ضد ضرر أو ضائقة تعرض لها خلال علاقتهما الاجتماعية.
هدف الدراسة الراهنة هو لفت انتباه الباحثين المصريين والعرب إلى ظاهرة الاساءة لكبار السن وتزايد معدلاتها وارتفاع مخاطرها، مما يستوجب بحث أسبابها والتدخل للحد من تفاقمها.
تندرج هذه المراجعة ضمن الدراسات النظرية التي تتبع المنهج الوصفي، لاعتمادها على وصف الظاهرة من خلال عرض خلاصة كتابات وتقارير صدرت خلال العقود الخمسة الأخيرة. ولتحقيق هدفها تم عرض كيف تباينت سياسات حماية المسنين باختلاف نظرة المجتمع لها وتطور هذه النظرة، ولالقاء الضوء على هذا التباين عرضت الدراسة المراحل التي تم بها التعامل مع المسنين، وكيف أن هذا التعامل كان انعكاسا لنظرة المجتمع لهم، كما أشارت الدراسة إلى ما يجب على اختصاصي علم النفس القيام به للاسهام في الحد من ظاهرة الاساءة لمسن.