لقد شهد العالم تغيرات جذرية خلال العقود القليلة الماضية، وقد أدى هذا المشهد الجديد إلى سلسلة من التغييرات داخل المؤسسات التعليمية، إذ لم تعد النماذج التقليدية قادرة على تلبية متطلبات وتوقعات هذا الواقع الجديد. وقد تم استبدال النهج التقليدي بشكل تدريجي بالتركيز على تطوير الكفاءات، يتناول المقال أهمية التركيز على تنمية الكفاءات بدلًا من التركيز على المعرفة في سياق التعليم العالي. حيث يتناول مختلف الوجهات والأفكار المتعلقة بمفهوم الكفاءة والآثار الناتجة عن استخدامات التقييم، بهدف تمكين المعلمين من التفكير النقدي حيال هذه الأفكار والأدبيات المرتبطة بها وتطوير فهم أكثر وضوحًا وصحة. ومن خلال هذه العملية، يمكن للمعلمين أن يكونوا أكثر قدرة على التمييز واتخاذ القرارات المناسبة بشأن كيفية تعريف وتقييم الطلاب في مناهجهم، مما يؤدي في النهاية إلى ضمان تطبيق عملي لعمليات التقييم العادلة والدقيقة في البرامج الجديدة للتعليم المبني على مفهوم الكفاءة. حيث اتضح أن الموظفين داخل هذه المؤسسات قد يفتقرون إلى فهم شامل لمتطلبات التعليم القائم على الكفاءة. ولا يكونون بالضرورة على علم بجوانب الكفاءة الفعلية، سواء في سياقها العام أو بشكل خاص في تخصصاتهم. يظهر أن تطوير وقياس وتقييم الكفاءة أصبحت قضية ذات أهمية بالغة في ميدان التعليم والتدريب. وعلى ذلك، توجهت الورقة بتوصياتها نحو اعتماد نظم امتحانات حديثة تتجاوز الأساليب التقليدية التي تعتمد على نظام الدرجات. وتشدد الورقة على ضرورة تغيير ثقافة الامتحانات نحو اعتماد أساليب حديثة، مع التحول من نماذج الامتحانات المرجعية إلى نماذج الامتحانات التي تركز على تقييم الأداء الفعلي في سياق الوظائف العملية الحقيقية.