تسعى الدراسة الحالية إلى بيان موقف النظرية التربوية الإسلامية من النظرية النسبية، وإيضاح كيفية نشأة النظرية النسبية الثقافية في الفكر الغربي الحديث، كذلك         إبراز التطبيقات النظرية النسبية في العصر الحديث بالإضافة إلى               تقديم موقف النظرية التربوية الإسلامية من الحقيقة والقيم الأخلاقية. لما كانت النسبية الثقافية تعد من الظواهر المرتبطة بالمعرفة الإنسانية، فإن ذلك يقتضي استخدام المنهج الوصفي إلى جانب المنهج المقارن في نقد النسبية في ضوء النظرية التربوية الإسلامية، كما تم اتباع المنهج التاريخي في تتبع نشأة النظرية النسبية. أظهرت النتائج أن النظرية النسبية الثقافية الحديثة ظهرت في عصر ما بعد الحادثة وأضفت النسبية على القوانين الطبيعية، ومنها انتقلت النسبية إلى العلوم الاجتماعية. تقوم النظرية النسبية على رفض القطعيات والثوابت من الحقائق والقيم الأخلاقية، بردهما إلى معايير أخرى كالعقل والمنفعة والمجتمع والضمير، وذلك بهدف انتزاعها من مصدرها الحقيقي وهو الدين. تأتي نسبية الحقيقة والقيم الأخلاقية متوافقة مع الفكر المادي. تتعارض النظرية النسبية مع النظرية التربوية الإسلامية. إن الحقائق والقيم الأخلاقية في النظرية التربوية الإسلامية لا تتصادم مع واقعية الحياة، وبشرية الإنسان، يمثل ثبات الحقائق وإطلاقتيها ضرورة دينية لاشتمال الإسلام على جملة من الحقائق في التوحيد والكون ونحوها، تعد القيم الأخلاقية ثوابت في النظرية التربوية الإسلامية، لوجود قيم متعالية جاء الإسلام بتشريعها. وقد أوصت الدراسة بالتأكيد على الثوابت الدينية من الحقائق المعرفة والقيم الأخلاقية، وعرضها للمتعلمين بطريقة معاصرة، تلبي احتياجات المتعلم وتجيب على تساؤلاته في ظل الانفتاح المعاصر وإشكالاته.