هدفت الدراسة إلى بيان الرؤية التربوية الإسلامية لدور المدرسة في تنمية العادات العقلية, واستخدمت الدراسة المنهج الأصولي والمنهج الوصفي، وتوصلت نتائجها إلى أن عادات العقل من المفاهيم غير محددة المفهوم؛ لارتباط تفسيرها بنظريات متعددة, وهي من الأساليب التربوية التي أثبتت جدواها ونجاحها في مواجهة التغيرات المعاصرة، وأداة فعالة في استثمار القدرات والموارد والأفكار البشرية بما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع، فأصبحت مطلبًا ضروريًا لدى جميع الطلاب في عصرنا الراهن, ويتناسب استخدام العادة العقلية مع مدى ملاءمتها لمواجهة المشكلات الغامضة التي تحتاج إلى إعمال الفكر، وإلى حسن اختيار الفرد لتطبيق العادة في الموقف المشكل، وجعل هذه العادة سياسة متبعة في كل المواقف والمشكلات المشابهة، كما توصلت إلى أن عادات العقل ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع أبعاد تعلم المنهج الجديد ومهاراته (تعلم لتعمل- تعلم لتكون- تعلم لتعرف- تعلم لتعيش)، وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أهم المتطلبات التي يجب أن تتوافر في المدرسة لتنمية العادات العقلية, منها: أن يمارس المعلم أساليب التواصل والتفاعل الصفي في حجرة الدراسة, وأن يدرب المعلم طلابه على روح المبادرة والإقدام على تحمل المسئوليات, وأن تتجنب المدرسة الروتين والتقليد الأعمى, وأن تهتم بإشاعة روح المرح والمتعة والتفاؤل والطمأنينة بين المتعلمين, وأن تعمل المدرسة على تقليل كثافة الفصول، ووضع درجات أعمال السنة على السلوكيات والأخلاق، والعمل على احترام رأي وفكر الطلاب للتعبير عن مشاعرهم, كما لا بد من إشباع البيئة المدرسية بالمعطيات والمواقف القوية, فلابد من اغتنام الأنشطة وتوظيفها؛ لتشغيل القدرات الذهنية. وحددت الدراسة بعض الأساليب التنموية للعادات العقلية، منها: تدعيم البيئة التعليمية بالمعززات اللازمة، التدرج في بناء العادة، ربط تعلم العادات بالأهداف الشخصية، استخدام القصص المعبرة عن حياة الشخصيات، التأني في إصدار الأحكام، تدعيم أساليب التفكير الإيجابي، استخدام أسلوب الممارسة العملية.