يُعد تعلم اللغات الأجنبية أحد أهم متطلبات العصر، وتُعد الترجمة من أهم نتاج العمليات العقلية والمعرفية التي يقوم بها الفرد لاكتساب هذه اللغات، مما يظهر الدور المحوري لعمليات التفكير والقدرات الشخصية في تعلم لغات جديدة ومن ثم استهدف البحث الكشف عن العلاقة بين الذاكرة العاملة اللفظية وجودة الترجمة لدى طلاب الجامعة، كما شملت أهداف البحث الكشف عن الفروق بين الذكور والإناث في كلٍ من جودة الترجمة والذاكرة العاملة اللفظية. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي-الارتباطي حيث تم تطبيق أدوات البحث –مقياس الذاكرة العاملة اللفظية حيث تم قياسها اعتمادًا على المهام التالية: (مهمة المدى الرقمي الأمامي، مهمة مدى الحروف، مهمة مدى أقل رقم، مهمة مدى ترتيب الأرقام مع الحروف، ومهمة التحديث) (إعداد الباحثان)، واختبار جودة الترجمة، ومعايير تقييم جودة الترجمة والتي شملت (الدقة النحوية، دقة المعنى، إيجاد مكافئ للمفردات الأجنبية، التماسك، واللهجة الخاصة (إعداد الباحثان)- على عينة قوامها (132) من طلاب الجامعة في العام الدراسي (2022- 2023م) حيث بلغ عدد الذكور (52)، وعدد الإناث (80) من طلاب الجامعة الذين تراوحت أعمارهم ما بين (21-22) عامًا. وأشارت نتائج التحليل الإحصائي (معامل ارتباط بيرسون، واختبار النسبة التائية) إلى وجود علاقة موجبة دالة إحصائيًا بين الذاكرة العاملة اللفظية وجودة الترجمة لدى طلاب الجامعة. كما أوضحت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيًا في كلٍ من جودة الترجمة والذاكرة العاملة اللفظية ترجع إلى متغير النوع (ذكور- إناث). واستنادًا على الإطار النظري ونتائج الدراسات السابقة ونتائج البحث الحالي تمت التوصية بتفعيل واستثمار الدور الايجابي للذاكرة العاملة بما يُعزز من قدرة المتعلم على تطوير المهارات اللغوية المختلفة، بالإضافة إلى الاهتمام بتعزبز قدرات الطلاب على الترجمة بالاعتماد على تنمية قدراتهم المعرفية كالذاكرة العاملة اللفظية.