ترتب على انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق تحرر مجلس الأمن من كثير من العقبات التي حالت لسنوات طويلة دون تحمله المسئولياته تجاه الكثير من المواقف والمنازعات الدولية والداخلية التي : تهدد السلم والأمن الدوليين، وأصبح المجلس من ثم أكثر نشاطا وقدرة من ذي قبل على مباشرة اختصاصاته وسلطاته، وهو الأمر الذي يعبر عنه في وضوح ليس فقط هذا التزايد الكبير والملحوظ في عدد القرارات التي يتبناها، وإنما أيضا ذلك التحول الجوهري الذي طرأ على فإذا كان مجلس الأمن قد أصدر على مدار الخمسة وأربعين عاما الأولى التالية على نشأته، وبصفة أكثر تحديدا حتى نهاية عام ۱۹۹۰ ، ستمائة وثلاثة وثمانين قرارا، أي بمعدل يزيد قليلا على خمسة عشر قرارا في العام فإنه قد أصدر خلال العشرين عاما الأخيرة ألفا ومائتين وأربعة وثلاثين قرارا بمتوسط يقترب من اثنين وستين قرارا في العام (۲) ؛ وهذه الإحصائية تفسر حجم الدور الذي لعبه التوازن الذي كان قائما داخل مجلس الأمن خلال سنوات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي