إن المعرفة المهنية والخبرة المؤسسية لم تعد كافية وحدها في عصر التقنيات الحديثة فقد باتت المنظمات والمؤسسات تعتمد على آليات جديدة في أعمالها ونظم وسياسات إدارتها ملاقاةً وتطورًا مع عصر اقتصاد المعرفة والتكنولوجية الرقية والمعلوماتية، والتي أصبحت تمثل مدخلاً نحو الاتجاه إلى التحديث والتطوير في الٌبنى التحتية للمؤسسات والمنظمات خاصة تلك التي ترتبط بتقديم خدمات رعائية موجهة ومباشرة لفئات بعينها، مستندة للتوجهات العالمية في إحداث التنمية والتطوير والتغيير والتحديث بما يؤدي إلى تحقيق جودة الخدمات.

وتستهدف هذه الدراسة تحديد العلاقة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحسين جودة خدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة للمسنين وذلك إيمانًا أن هذه التكنولوجيا ذات قدرات هائلة لتغيير منظومة عمل مؤسسات رعاية المسنين، وتنتمي هذه الدراسة إلى نمط الدراسات الوصفية التحليلية بالاعتماد على منهج المسح الاجتماعي الشامل لعينة من المؤسسات المعنية برعاية المسنين بمحافظتي الفيوم وبني سويف، واعتمدت الدراسة عل الاستبانة كأداة رئيسة في جمع البيانات وذلك بالتطبيق على مجالس الإدارْة والعاملين بمؤسسات رعاية المسنين الأهلية لعينة بلغت (153) مفردة، وتوصلت الدراسة إلى أن مؤسسات رعاية المسنين لازالت تحتاج إلى الكثير من الدعم التقني والفني الخاص بآليات الذكاء الاصطناعي وكيفية العمل عليه بالمؤسسات وتحقيق الاستفادة منه بما يؤهلها لتحسين جودة خدماتها التي تقدمها للمستفيدين الأمر الذي يؤكد بوجود علاقة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحسين جودة خدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة للمسنين؛ واوصت الدراسة بضرورة العمل وفق إطار استراتيجي يتمثل في تحقيق الشراكة بين الدولة والمؤسسات الأهلية في تنمية وتطوير منظومة العمل لإكسابها آليات الذكاء الاصطناعي وتطوعية بما يحقق جودة الخدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة للمسنين.