خلف المسلمون خلال تاريخهم في الصين عدد غير محدود من التراث المعماري والفني، يؤكد دون شك على مدى حضورهم واسهامهم في الحضارة الصينية العظيمة عبر أسراتها وسلالاتها المتعاقبة. منذ وصول الإسلام للصين خلال عصر أسرة تانغ، بدأ في النمو تدريجيا في الساحل الجنوبي للبلاد، وسرعان ما تكونت مجتمعات إسلامية حافظت على هويتها الثقافية والدينية، ووصل رجالها إلى الطبقات الأولى للهرم الإجتماعي الصيني، خاصة خلال عصر أسرة يوان المغولية، وأصبحوا رعاة للفنون والعمارة والإسلامية. تهدف هذه الدراسة إلى تتبع تاريخ مسجد تشوانتشو، المسجد الوحيد القائم حاليًا في المدينة، كما تحاول الدراسة الوقوف على رعاة العمارة الإسلامية الصينية وممولي اصلاحاتها المعمارية، من خلال رصد النصوص التاريخية الصينية ذات الصلة، كما تقتفي الدراسة التطور المعماري للمسجد، وتبيين أوجه التأثيرات المعمارية المتبادلة، وتبيين الموروث المعماري للمسجد كأنموذجًا من الوحدات المعمارية الإسلامية في الصين.