إن قضية تأريخ المخطوطات ومحاولة نسبتها إلى مركز فني بعينه، والتوصل إلى أساليب فنية جديدة من خلال دراسة المخطوطات، والوصول إلى عدد أكبر من اسماء النساخ والمصورين عبر المدارس الفنية المختلفة، هي من القضايا التي تشغل بال الكثير من الباحثين المهتمين بدراسة التصوير الإسلامي. ومن نماذج ذلك نسخة مخطوط «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» للقزويني المحفوظة بمكتبة ولاية بافاريا تحت رقم حفظ cod.arab. 463، والتي جاءت تخلو من اسم الناسخ والمصور ومكان وتاريخ نسخها، ليس ذلك وحسب بل هناك جدل كبير بين الباحثين حول قضية نسبة هذه النسخة إلى مركز فني بأدلة قاطعة، لذا كان الهدف الرئيسي من دراستها هو محاولة تأريخها ونسبتها إلى مركز فني بعينة من خلال دراسة اسلوبها الفني، ومقارنتها مع النسخ الأخرى التي تحمل نفس السمات الفنية مع التركيز على المؤرخة منها والتي تحمل إشارات واضحة إلى مكان نسخها حتى استطيع حسم الجدل حول تاريخ ومكان نسخها، وخاصة أنه يتضح من إسلوبها الفني أنها تنتمي إلى أحد المراكز الفرعية التي تنتمي إلى المدرسة العثمانية، ومنه المساهمه في التعرف على المزيد من خصائص التصوير العثماني في تلك المراكز الفرعية.