شهدت مؤسسات المعلومات انطلاق الثورة الصناعية الرابعة والتي تستند إلى تقنيات وتطبيقات الذکاء الاصطناعي المبتکرة، حيث تتميز باختلافٍ جذري مقارنةً بالتقنيات السابقة لها سواءً في عمق تأثيرها، أو درجة تشابکها، وارتباطها بمختلف المجالات، وبالتالي فهي تمثل تقنيات قائمة على المعرفة والتکنولوجيا، والتي من نماذجها الروبوتات، وتقنية النانو، والحوسبة الکمية، والتقنية الحيوية، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، والواقع المعزز، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والمرکبات الذاتية القيادة، وغيرها.
وعملت الدراسة الحالية على إبراز ملامح تطور تقنيات الثورات الصناعية الأربع وصولًا لتطبيقات الذکاء الاصطناعي، واستشراف المفاهيم والسمات والخصائص ذات الصلة بهذه التطبيقات. واستهدفت الدراسة إلقاء الضوء على الرؤى والآفاق المستقبلية للتوجهات الجارية لتطبيقات الذکاء الاصطناعي، وبيان تأثيراتها على فعالية إدارة المحتوى الرقمي وخدمات مؤسسات المعلومات، مع الترکيز على ملامح هذا التأثير في ضوء المهام الرئيسة التي تقع في بؤرة الرؤى الاستراتيجية لمؤسسات المعلومات؛ کما قامت الدراسة باستشراف سبل توظيف تقنيات الذکاء الاصطناعي في إدارة المحتوى الرقمي وتعزيز خدمات مؤسسات المعلومات من خلال استعراض نماذج تطبيقية للقطاعات والمحاور التي يمکن توظيفها فيها.