تقوم شركات إنتاج الأفلام السينمائية الأميركية من حين إلى آخر بإنتاج أفلام تدور أحداثها أو استلهمت موضوعاتها من الحضارة
المصرية القديمة ، وهذه الأفلام تحمل سمات خاصة لما للحضارة المصرية من أثر فى تاريخ الإنسانية وفى مظاهرها المعمارية
والجمالية التى تظهر بوضوح فى الآثار المعمارية والفنية المتبقية من الحضارة المصر ية القديمة والتى تُعد الأضخم بالمقارنة بآثار
الحضارات القديمة الأخرى ، أيضا لمناظرها الأكثر إبهاراً ودلالة على التقدم العلمى والفنى لاسيما فى مجال العمارة ، تلك العوامل
والمميزات التى كانت مصدر شغف و إلهام لمؤلف ى وصُ ناع السينما لتجسيدها بالأفلام الأميركية ،حيث استمدت بعض موضوعاتها
من قصص العهد القديم أو قصص الملوك والحكام أو بعض الروايات الخيالية التى حاولت الاستفادة من الغموض والهيبة بعمارتها
وفنونها . وقد تباينت تصميمات مصممى المناظر فى تلك الأفلام بين محاولة الإلتزام التاريخي وبين إستلهام روح الحضارة المصرية
وملامحها العامة بما يتناسب مع مجريات أحداث الفيلم ومتطلباته الدرامية ، وهذه الدراسة تُقَدِم تحليلاً لمناظر ومواقع التصوير لأهم
الأفلام السينمائية الأميريكية التى استلهمت من الحضارة المصرية القديمة مواقع الأحداث والتفاصيل المنظرية بها منذ بداية
الخمسينات من القرن الماضى وحتى الآن ، ونجد - من خلال تلك الدراسة - أن ه بالرغم من ثراء وتنوع المظاهر المعمارية للحضارة
المصرية القديمة ، لم تنجح السينما الأميريكية فى تقديم صورة تتناسب وعظمتها سواء فى الموضوعات أو المناظر ، أيضا قد تبين
اعتماد السينما الأميريكية فى أفلامها القليلة عن الحضارة المصرية على محاكاة المواقع الأثرية والآثار الشهيرة كالأهرامات وأبو
الهول وبعض معابد الأقصر، وبالرغم من ذلك قدمت نماذج مشوهه عن الحضارة المصرية القديمة من خلال ابتكارها لمواقع
وشخصيات لها بُعد خيالى مما طمس السمات والملامح الأساسية للحضارة المصرية القديمة . وأخير اً الاستفادة من التقنيات الحديثة
التى أضافت إمكانيات كبيرة فى عملية تنفيذ المناظر ومواقع الأداء بأفلام السينما الأميريكية .