تهدف هذه الورقة البحثية إلى التعرف على عوامل الصمود الثقافى لجمهور المصريين فى مواجهة فترات الأزمات المختلفة التى مروا بها منذ بدء الألفية. فبلغت عيِّنة البحث 8774 مفردة من الأفراد البالغين 18 سنة فيما أکثر. هذه العيِّنة تم جمعها في أربع موجات من مسح القيم تم تطبيقها في مصر أعوام 2001، 2013، 2016 و 2018 تباعا. واعتمد البحث على التحليل الوصفي، ثم القيام بتحليل الارتباط بين المتغيِّرات المستقلة (مثل أهمية الدين والأسرة فى حياه المصريين، ومدى احترامهم للسلطة التقليدية، والقيم المتبعة فى تربية أطفالهم، ودرجة الشعور بالتديُّن، والثقة في الأفراد والمؤسسات، إحساسهم بالسعادة والرضا، واتجاههم نحو المساواة بين الجنسين، وتوجههم نحو الديمقراطية کنظام للحکم، ومدى تأثُّرهم بالمادية وما بعد المادية، ونظرتهم إلى المستقبل)، والمتغيِّر التابع (التفاخر بالهوية الوطنية). وتم استخدام تحليل الانحدار للتعرُّف على العلاقة البينية بين المتغيِّرات المستقلة والمتغيِّر التابع. ولقد توصل البحث إلى أن معظم المتغيِّرات المستقلة لها علاقة ارتباط وتأثير دالة إحصائيا مع المتغيِّر التابع. وخلُص البحث إلى أن النسق الثقافي المصري ظل في حالة ثبات حتى في أعقاب فترات الأزمات، وأن الدين هو موجِّه رئيسى في حياة الأفراد الذين مازالوا يرتبطون بالقيم التقليدية في توجُّهات حياتهم، ومع ذلک هناک توجُّه إيجابي نحو الديمقراطية والتطوُّر التکنولوجي، يغلِّف ذلک شعورهم بالرضا والسعادة، الذي يعطيهم الإحساس بأنهم قادرون على التحکُّم في حياتهم والمرور من المحن. وهذا النسق يدافع عنه المصريون بالتمسک العالي بهويتهم الوطنية والإحساس دائما بالفخر