استهدفت الدراسة الحالية من اختبار فاعلية برنامج قائم على بعض الأنشطة المتکاملة لتحسين المناعة النفسية لدى أطفال ما قبل المدرسة أبناء الوالدين المنفصلين بالطلاق ؛ فلکي يحيا الطفل حياة سوية متزنة ويتمتع بصحة نفسية سليمة لا بد له أن يتمتع بجهاز مناعي نفسي قوي يستطيع من خلاله مواجهة المواقف والخبرات الشعورية المؤلمة التي يتعرض لها واکسابه بعض الطرق الصحيحة في التعامل مع المواقف والأحداث والأشخاص بشکل إيجابي والتعايش معها دون تعرضه لأية اضطرابات وأمراض نفسية ؛ لذا أجرت الباحثة برنامجًا إرشاديًا قائمًا على مجموعة من الأنشطة المتکاملة تم تطبيقها على عينة مکونة من(30) طفلًا وطفلة بالمستوى الأول والثاني بمرحلة الطفولة المبکرة ممن حققوا أعلى درجات في مستوى نقص المناعة النفسية للمقياس المعد لذلک (الربيع الأعلى)، ولتحقيق أهداف البرنامج ومعرفة مدى فاعليته أعدت الباحثة مقياسًا مصورًا لقياس مستوى المناعة النفسية لأطفال ما قبل المدرسة(عينة الدراسة) يشمل ثلاثة أبعاد رئيسة (التفکير الإيجابي– الفاعلية الذاتية- الضبط الانفعالي) ويتضمن کل بعد من هذه الأبعاد الرئيسة مجموعة من الأبعاد الفرعية، وأسفرت نتائج الدراسة إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية في أبعاد المناعة النفسية التي تناولتها الباحثة لصالح الاختبار البعدي والتي تعزي لفاعلية أنشطة البرنامج المقترح، وأنه توجد علاقة ارتباطية بين انفصال الوالدين بالطلاق ونقص مستوى المناعة النفسية لدي أطفالهم، وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج أوصت بأهمية استخدام البرامج المختلفة التي تعزز مستوى المناعة النفسية لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبکرة، وضرورة الاهتمام بالمناعة النفسية کمدخل لوقاية أطفال ما قبل المدرسة من الاضطرابات النفسية والسلوکية نظرًا لأهمية هذه الشريحة في المجتمع.