عادة ما يتم النظر إلى اضطراب التوحد على أنه اضطراب نمائي وعصبي معقد يلازم الفرد مدى حياته منذ أن يتم تعرضه له قبل الثالثة من عمره، وتصاحبه أوجه قصور عديدة في کافة جوانب النمو. ويعد مقياس جيليام التقديري أحد أهم المقاييس التي تستخدم لتشخيص هذا الاضطراب، وتحديد مستوى شدته وذلک منذ ظهور إصداره الأول عام 1995، فالثاني عام 2006، والإصدار الثالث عام 2014 وهو ما يعني التطوير المستمر فيه ليواکب التطورات في الدليل التشخيصي للاضطرابات الذي وصل إلى الإصدار الخامس. DSM- V وتهدف هذه الدراسة إلى تطوير صورة عربية من الإصدار الثالث لمقياس جيليام التقديري لتشخيص اضطراب التوحد وتقدير مستوى شدته کي يمکن استخدامه من جانب الأخصائيين والمعلمين وأولياء الأمور. وضمت العينة مائة طفل من ذوي اضطراب التوحد من المترددين على المراکز المتخصصة لتلقي الخدمة في مدن الزقازيق وفاقوس والحسينية بمحافظة الشرقية ممن تتراوح أعمارهم الزمنية بين 6- 12 سنة. وتم استخدام المنهج الوصفي، والصورة المعربة من مقياس جيليام التي أعدها الباحثان. وأسفرت نتائج هذه الدراسة عن تمتع هذا المقياس بخصائص سيکومترية تجعل من الممکن الوثوق فيه والإعتداد به، ووجود معايير عربية تمکن من تفسير درجات الأطفال عليه، وتحديد مستوى شدته وفقاً لذلک فضلاً عن التمکن من خلال تلک المعايير من تحديد نسب احتمال حدوث اضطراب التوحد بين الأطفال ومستوى شدته. وانتهت الدراسة إلى صلاحية استخدام هذا المقياس في صورته العربية لتشخيص اضطراب التوحد، وتحديد مستوى شدته بين الأطفال.