يشهد العصر الحالي تقدماً علمياً وتکنولوجياً هائلاً في مختلف المجالات نتج عنه تضخم في حجم المعارف، وظهور عديد من المشکلات والصعوبات الخاصة بعملية التعليم والتعلم أدت إلى ظهور کثير من التطورات المستقبلية لعملية التعليم والتعلم في ظل الاتجاهات العالمية المعاصرة في عصر المعلومات والتقدم التکنولوجي، ولما کان من الضروري مسايرة العملية التعليمية لتلک التغيرات کان من الضروري تکاتف الجهود التربوية لمواجهة هذا الانفجار المعرفي التقني، وإيجاد الحلول المناسبة لتلک المشکلات والصعوبات الناتجة عنه.

ومن الاستراتيجيات الحديثة التي تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة لتفعيل التعلم الرقمي: استراتيجية التعلم المدمج واستراتيجية الرحلات المعرفية (الويب کويست) واستراتيجية التعلم المعکوس، وغيرها من الاستراتيجيات الحديثة (مهند عبدالله، 2021، 95).

ويشير ( Herreid and Schiller (2013, 15إلى أن فکرة الفصل المعکوس أو متغير الوجهة تستند في أساس تکوينها إلى مفاهيم مثل: التعلم النشط، وفاعلية التلاميذ، ومشارکتهم، وتصميم مختلط للدرس، وإذاعة أو بث للمحتوى التعليمي، وتکمن قيمة الفصل المعکوس في تحويل وقت الفصل بشکل عمدي إلى ورشة تدريبية يمکن من خلالها أن يناقش التلاميذ ما يريدون بحثه واستقصاء حول المحتوى العلمي، کما يمکنهم من اختبار مهاراتهم في تطبيق المعرفة والتواصل مع بعضهم البعض أثناء أدائهم للأنشطة الصفية وخلال وقت الفصل يقوم المعلمون بوظائف مماثلة لوظائف المدربين أو المستشارين أو الموجهين، وتشجيع التلاميذ على القيام بالبحث والاستقصاء الفردي والجهد الجماعي التعاوني الفعال، ويتم في هذا النوع من التعلم التبادل؛ فما يتم عادة إنجازه في الفصل يقوم الطالب بإنجازه في المنزل.