أضحى الحديث عن التنمية المستدامة بمعزل عن تداعيات السلوك البيئي للإنسان على مختلف مجالات الحياة ضربا من العبث ؛ إذ إن البعد البيئي وإن كان أحد أبعاد التنمية المستدامة منذ تداول المفهوم ومؤشرات قياسه إلا هذا البعد يعد الأهم والأخطر في وقتنا الحاضر أكثر من اي وقت مضى ، وتعد البصمة الكربونية واحدة من أهم محددات تنامي ظاهرة تغير المناخ ، ولما كان للخدمة الاجتماعية هموما والتخطيط الاجتماعي بوجه خاص دورهما في بناء الوعي المجتمعي بقضايا البيئة وتنميته ، ونظرا لأهمية البحث في هذه القضية وارتباطها بالتخطيط الاجتماعي جاءت الدراسة الراهنة وهي دراسة نظرية مكتبية هدفت إلى حصر الأطر النظرية والتجارب الميدانية الرصينة في مجال تنمية الوعي بتداعيات البصمة الكربونية من خلال المسح المكتبي ومسح اتجاهات الرأي العام ؛ بغية التوصل إلى إطار استراتيجي مقترح من منظور التخطيط الاجتماعي لتنمية الوعي المجتمعي بتقليل الانبعاثات الدفيئة وتداعيات البصمة الكربونية، وقد انتهت الدراسة إلى تحديد محاور الإطار الاستراتيجي المقترح حيث تم اقتراح : محور باستراتجيات البنية الفوقية ، ومحور باستراتيجيات البنية التحتية ، ومحور حول التخطيط لتنمية الوعي المجتمعي بالبصمة الكربونية ومسئولياتنا تجاهها : رؤية إستراتيجية ، ومحور حول الأدوار المقترحة للفاعلين الاستراتيجيين في التوعية بالبصمة الكربونية وآليات عملها