يعد بحر الصين الجنوبي مجال نفوذ لدول آسيا والمحيط الهادئ في القرن الحادي والعشرين، وتتضح أهميته الاستراتيجية لكونه مصدرًا أساسيًّا لتوتر العلاقات بين الصين والدول المطلة عليه، فهو أكبر بحر فـي العالم بعد المحيطات الخمسة، حيث تبلغ مساحته نحو 3.5 مليون كلم مربع، ويقع على الطرف الغربي من المحيط الهادئ، ويشمل المنطقة الممتدة من سنغافورة إلى مضيق تايوانجر، ومن ثم يضم أكثر المناطق البحرية أهمية في العالم، فضلاً عن كونه أقصر الطرق التي تصل بين المحيطين الهادئ والهندي، إذ تمر عبره ما قيمته نحو 3 تريليونات من التجارة الدولية كل عام، هذا بالإضافة إلى احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي تقدر بين 23 إلى 30 مليار طن من النفط، و16 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ولهذا تشهد المنطقة نزاعات سياسية مستمرة بين الصين والدول ذات السيادة في المنطقة، حيث تتعدد الدول الأطراف في هذه النزاعات، وهي: الصين، وبروناي، وتايوان، والفلبين، وفيتنام، وماليزيا.

ولهذا يعد الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين أحد الأهداف الرئيسية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، لكونها تعتبر نموذجًا لتجارب الاندماج الإقليمي والعمل المشترك بين الدول الأعضاء، إلا أنها تواجه العديد من التحديات السياسية والاقتصادية في تسوية النزاعات السياسية، من خلال البحث عن آليات مشتركة لدعم التعاون الاقتصادي مع التحفظ على الخلافات مع الدول الأخرى، والسعي لتدعيم آليات ونتائج التعاون الإقليمي القائمة لتجنب سيطرة القوى المهيمنة في المنطقة لاعتبارات جيوبوليتيكية متعددة