فى مصر القديمة ، کان طائر الأبيس يعبد باعتباره رمزا للإله تحوت إله الحکمة والمعرفة ، وقد کشف عن جبانة مخصصة لدفن مومياوات أبى منجل (أبيس) فى تونا الجبل بها الکثير من المومياوات وتؤرخ بالعصر الرومانى،  نقل بعضها  بالمخزن المتحفى بالأشمونين وقد أجريت الدراسة على احداها نظرا لأهمية هذه الطيور فهى مصدر غنى بالمعلومات يساعد على فهم التاريخ الدينى والبيئى والثقافى فى مصر القديمة ،  ولقد تلاحظ على المومياء مظاهر تلف مختلفة مثل  تراکم الغبار وفقد جزئى بالمنقار وکسر بالجناح الأيمن ، وتدهور الريش تمثل فى شروخ  بمحور الريش المحيط ،  فقد وتهتک وتآکل وهشاشة بالنسيج الريشى ، وتدهور بشرة جلد الطائر تمثل فى تآکل وشروخ دقيقة ، تبلور ملحى ، ومنتشر فى عموم جسم الطائر بقع لونية مکروبيولوجية نتيجة تعرضه لمؤثرات بيئة الدفن.
   وتهدف هذه  الدراسة الى شرح جوانب من تدهوره وميکانيکية عمليات التدهور، والتحقق العلمى من طبيعة ونوع التحنيط على النحو الذى ذکرته المصادر التاريخية حيث أن شرح جوانب التدهور يمکن أن يعود على معرفة نوع التحنيط من طرق و مواد يمکن أن تکون ليست فى ترکيبه بل  استخدمت فى عملية التحنيط وتحقق ذلک من خلال وسائل التقييم البصرى والتصوير الفوتوغرافى والفحوص والتحاليل مثل الفحص الراديوجرافى بالأشعة السينية X-Ray radiography  والميکروسکوب الإلکتروني الماسح  Scanning Electron Microscope(SEM) وحيود الأشعة السينية X-Ray Diffraction (XRD)  والتحليل الطيفى بالأشعة تحت الحمراء Fourier Transform Infra-red Spectrometry (FTIR) وأيضا الفحص الميکروبيولوجي وقد أعطت نتائجها الفرصة لمناقشة  التدهور بهذه المواد الأثرية ،  وأثبتت هذه الأوجه العلمية  أن اسباب تلف المومياء ترجع بالأساس الى مؤثرات التربة من الرطوبة النسبية والحرارة والنشاط الحيوى ، والتى أثرت على مواد التحنيط باحداث تحول ملح النطرون الى عکس طبيعته بسبب انحلاله واعادة تبلوره وتبخر وذوبان  وانحلال  الراتنجات ، وامتد تأثيرها على الطائر المحنط باضعاف ترکيبه بعمليات الأکسدة والتميؤ الحمضى والتحلل الحرارى لمکونه من البروتين الکولاجينى للجلد والکيراتينى للريش وأدت الى تحلل المومياء ساعد عليه  نوع التحنيط المتبع مع الطائر حيث أثبت الفحص الرديوجرافى اختلافا فى تقنية تحنيط الطائر عن ما ذکر بالمصادر التاريخية تمثل فى عدم استخدام اسلوب الحشو الدائم بفراغات الجسم کإجراء متبع فى تحنيط الطيور المقدسة يعزى الى إهمال المحنطين ، ولا يمکن اغفال بيئة الحفظ غير المناسبة بالمخزن المتحفى وما بها من خلل بيئى يساعد على تحفيز التلف.