يعتبر العلاج الدرامي واحدًا من أهم الوسائل التي يتم توظيفها حديثًا في مجال الدعم النفسي وتعديل السلوك، حيث تعرفه الجمعية البريطانية للمعالجين بالدراماThe British Association of Drama therapists   بأنه مجموعة من الوسائل التي تساعد على الفهم والتخفيف من المشكلات النفسية والاجتماعية، والاضطرابات العقلية، كما تيسر من التعبير الرمزي الذي خلاله يمكن للمريض الاقتراب من ذاته سواء أكان فردًا أم جماعة بوساطة المواقف الإبداعية المتضمنة للتواصل بالصوت والجسد"       
          فالطفل المصاب بالسرطان يعاني من آثار نفسية سلبية قد تفوق معاناة الكبير، حيث تنعكس الآثار السلبية على قدرات الطفل الإدراكية والمهارية بصورة تجعله يميل للعزلة الاجتماعية فيصاب بالاكتئاب والقلق والخوف وعدم تقدير الذات والشعور بالدونية والاعتمادية ، مما يحتم على القائمين على علاج الطفل ورعايته عدم الاكتفاء بالأدوية والعقاقير الكيميائية وغيرها، بل يجب توظيف أساليب علاجية تتخذ من الفنون وسيلة لمنح الطفل فرصة للتصالح مع نفسه ومن ثم مع الحياة ، وهو ما يمكن أن يحققه العلاج الدرامي لما يتمتع به من أساليب إبداعية متنوعة تسعى الدراسة إلى توظيفها لتجعل الطفل يدرك الرسالة الكامنة في محنته ، وينطلق خلالها ليخلق دعمًا لذاته يمنحه القدرة على مواصلة الحياة عن طريق الاستبصار واستنتاج المنحة ، وذلك خلال تجسيد معطيات الأزمة في نماذج فنية يستوعبها الطفل ، ويدرك مضامينها سعيًا لمنحه القدرة على اكتشاف الإيجابيات التي تجعله يتذوق السعادة مهما كان حجم الألم عن طريق تعديل اتجاهه ونظرته من السلبية إلى الإيجابية للشيء نفسه ، فما كان مكروهًا يتحول إلى مقبول ، بالرغم من احتفاظه بالخصائص نفسها .