تتعرض الجامعات في أنحاء العالم خلال العقود القليلة الماضية لضغوط متزايدة للتکيف بسرعة مع التغيرات المجتمعية المختلفة، هذا بالإضافة الى ما تواجهه الجامعات أيضاً من مظاهر التنافسية الدولية، الأمر الذي دفع الجامعات للبحث عن طرق تمکنها من التعرف على التغييرات المطلوبة. والثقافة التنظيمية کمفهوم تقوم على فهم وتحليل العوامل التى تساعد الجامعات على التکيف مع الظروف البيئية المحيطة وکذلک تعينها على الاندماج داخلياً، فهي بمثابة إطار عمل أو دليل يعزز عمل الجامعة من حيث الأداء والفعالية والموقع التنافسي.
تهدف جامعة کفرالشيخ کواحدة من الجامعات المصرية الى توفير بيئة أکاديمية مسعاها الأساسي رعاية الابداع والتميز، کما تسعى الجامعة أيضاً لحقيق مکانة مرموقة ترفع دائماً شعار التغيير، ومن ثم يهدف البحث الحالي الى التعرف على واقع الثقافة التنظيمية السائدة بجامعة کفرالشيخ، وکذلک التعرف على عناصر الثقافة التنظيمية المفضلة والمرغوب توافرها مستقبلاً بها، کما يهدف البحث أيضاً الى التوصل لمجموعة من الإجراءات المقترحة التي تساعد قادة الجامعة في تغيير المظاهر غير المرغوبة الى المظاهر المفضلة لأبعادها الثقافية المختلفة وذلک بناء على رؤى أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم.
بناء على طبيعة البحث وأهدافه طبق الباحثان المنهج الوصفي من خلال جمع البيانات من أعضاء عينة الدراسة باستخدام أداة تقييم الثقافة التنظيمية (OCAI) للإجابة على أسئلة متعلقة بواقع الثقافة التنظيمية بجامعة کفرالشيخ وکذلک الوضع المفضل لها. ومن أهم النتائج التي توصل لها البحث أن الثقافة الهرمية أو البيروقراطية تعد هي النمط الثقافي السائد بجامعة کفرالشيخ. کما تشير النتائج أيضاً الى أن الثقافة التنظيمية المفضلة لدى أفراد عينة الدراسة هي ثقافة القبيلة (العشيرة).
اقترح البحث مجموعة من الإجراءات من أبرزها عمل قادة الجامعة على تهيئة وخلق مناخ للتغيير من خلال الاتفاق على أن الوضع المفضل لثقافة الجامعة التنظيمية هو ثقافة القبيلة (العشيرة)، ووضع خطط تتيح تحقيق مظاهر أبعاد هذه الثقافة بداخل الجامعة، وتوظيف آليات مثل الاختيار المهني والحراک المهني الصاعد والتنشئة الاجتماعية والتدريب وکذلک استخدام الجامعة لمؤسسيها القدامى في ترسيخ المظاهر الثقافية المرغوبة.