يعتبر الإنسان هو أهم عنصر في تطور المنظمات فکلما أُحسن اختياره وتدريبه کلما حققنا الهدف الذي نسعى إليه ومهما کانت الأدوات أو المعدات حديثة ، فإن لم يکن الفرد لديه الولاء والانتماء ولديه قناعة کاملة مما يکلف به من قياداته لتنفيذ المهام الموکلة إليه مضحياً بوقته وجهده في سبيل إنجاح أهداف منظمته فلا يمکن أن يتحقق أي هدف ، ولذلک تهتم المنظمات بشکل عام باختيار القادة القادرين على إحداث ذلک الأثر ولا سيما المنظمات الأمنية. حيث تعمل تعمل أجهزة الأمن في الدول على اختلاف نظمها في ظل ظروف وتحديات کبيرة تفرض على الأجهزة أن تقوي نفسها وتطور من أدائها وترفع کفاءتها لکي تواجه هذه التحديات ، فالتدريب بشکل عام من أهم  الوسائل والعناصر الفعالة في عملية تطوير الأداء العملى وخاصة فى المجالات الأمنية ، وتدريب القيادات هو جزء أصيل وضروري لتنفيذ الخطط الاستراتيجية لتلک المنظمات بنجاح ، وعادة ما يتم ذلک عن طريق البرامج التدريبية والدورات المتعددة في کافة مجالات العمل الأمني عن طريق اکساب تلک القيادات المعلومات الصحيحة والمتطورة وتنمية المهارات والخبرات . وعلى ذلک يعد الاستثمار في البشر هو أهم وأنجح مشاريع الاستثمار على الإطلاق وعندما يکون ذلک الاستثمار في تنمية المهارات الاستراتيجية للقادة فإن النتائج سوف تکون بمشيئة الله فاعلة ولها مردوداً إيجابياً على المدى القريب والبعيد وانطلاقاً من هذه القناعة فقد توصل الباحث وبمشارکة حوالي أربعة وستون خبيراً من خلال استخدام أسلوب دلفاي إلى برنامج تدريبي في تنمية المهارات الاستراتيجية للقادة وقد أثبت فعلاً هذا البرنامج نجاحه من خلال إجابات المستهدفين من هذا البرنامج التدريبي  والتى أدت إلى وصول الباحث لبعض من النتائج والحقائق العلمية التى يمکن الأستفادة منها عند تطبيقها فى الواقع العملى . وقد طبق البرنامج على ثلاث مراحل يتم فحص واختبار ضباط کل مرحلة عينة الدراسة بحيث يتم الترشيح للمرحلة الثالثة من البرنامج لمن تنطبق عليه فعلياً معايير القيادة الاستراتيجية .