نظراً للصعوبات البالغة التي تکتنف عملية تدريس المواد العلمية لذوي الحاجات الخاصة البصرية (المکفوفين وضعاف البصر) والتي تحتاج دراستها إلي استخدام الملاحظات البصرية، وکذلک إجراء التجارب وملاحظة ما يحدث من تغيرات، فإن الأمر يتطلب استراتيجيات وآليات خاصة لتمکين ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية من إدراک الکثير من الحقائق والمفاهيم العلمية التي يدرسها المبصرون.
وقد أثبتت التجارب والدراسات المعاصرة أن إعداد البرامج الدراسية المعدلة التي تراعي طبيعة الإعاقة البصرية، وتوفير ما تطلبه تلک البرامج العلمية من مواد وأجهزة مخصصة لذلک الغرض وفقاً لما يمتلکه الکفيف من حواس وقدرات يمکن أن تساهم في إکسابه الکثير من المعارف والمهارات بما يکفل عدم حرمانه من دراسة موضوعات المقررات العلمية واستغلال طاقاته وإمکاناته الذهنية التي عوضه الله بها عن فقدان حاسة البصر، والتي ربما تفوق في کثير من الأحيان نظيرتها لدى المبصرين.
ومن منطلق ذلک سعى البحث الحالي إلى تحليل الأساليب التعليمية الخاصة بالطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية في مرحلة التعليم الجامعي لاستخلاص استراتيحيات عملية لتطوير تلک الأساليب بما يتيح لهؤلاء الطلاب دراسة المقررات العملية في بيئة مشابهة للبيئة المتاحة لزملائهم المبصرين وبما يمکنهم من مواجهة تحدي فقد البصر باعتباره عائقاً أمام حصولهم على فرص تعليمية مکافئة لتلک الفرص المتوفرة لنظرائهم، فضلاً عن إکسابهم للمهارات العملية المرجوة من إجرائهم للتجارب والأنشطة المتضمنة بمناهج المقررات العلمية.