کانت فکرة إنشاء المطاعم الشعبية من غير شک فکرة موفقة کل التوفيق, حيث أدت تلک المطاعم لروادها خدمات جليلة من الناحيتين الصحية والمادية, وقد استمرت هذه المطاعم تؤدي دورها الاجتماعي طيلة ما يقارب من عشرين عاماً من أقصي شمال البلاد إلي جنوبها, وقد تنوعت هذه المطاعم ما بين شعبية وعمالية وجامعية, ولم يقتصر دورها علي تقديم الطعام فقط, بل تعداه إلي جميع أنواع الرعايا الاجتماعية من توزيع الملابس والبطاطين والأحذية في فصل الشتاء, بالإضافة إلي تقديم الرعايا والإرشادات الصحية لرواد المطاعم أثناء تناولهم الغذاء, فضلاً عن إطعام الرواد بالمجان في الأعياد والمناسبات العامة وتوزيع اللحوم عليهم أيضاً.
وقد تم تقسيم الدراسة إلي عدة محاور, تناول المحور الأول منها المرحلة الأولي لإنشاء المطاعم الشعبية في مصر 1931ــ 1939م, کما تناول المحور الثاني المرحلة الثانية من إنشاء المطاعم في الفترة من 1940 إلي 1951م تحت إدارة إشراف وزارة الشؤن الاجتماعية, أما المحور الثالث فقد تحدث عن إطعام الفقراء بالمجان في مطاعم الشعب في الأعياد والمناسبات العامة, کما تضمن المحور الرابع الإجراءات والتدابير الصحية التي تمت بالمطاعم لاتقاء الأمراض والأوبئة, وأخيراً اُخِتتمت الدراسة ببعض القضايا الخاص بالمطاعم سواء قضية ضرائب الأرباح أم قضية إلغاء العمل بنظام المطاعم واستبداله بنظام الأغذية الجافة عام 1951م .