يعيش العالم حاليا متغيرات کثيرة للغاية نتاج الثورة المعلوماتية الهائلة والتي يعد الذکاء الاصطناعي أحدث إفرازاتها والذي يهدف بدوره إلي الوصول إلي أنظمة تتمتع بالذکاء وتتصرف علي النحو الذي يتصرف به البشر من حيث التعلم والفهم.
يأتي هذا في الوقت الذي يشهد استخداما مضطردا لوسائل التواصل الاجتماعي علي اختلاف تطبيقاتها والتي أصبحت مجالا خصبا لاعتناق الآراء المختلفة واستخدام الحق في حرية التعبير بشکل أوسع عن الفترة السابقة التي سبقت ظهور التکنولوجيا الحديثة .
ومما لاشک فيه أن حرية الرأي والتعبير وإن کانت من أهم الحقوق التي يتمتع بها الإنسان, إلا أنها تخضع لمجموعة من الضوابط والقيود التي تحکم ممارستها بشکل أمثل, خاصة مع تعدد المنصات التي يمکن للفرد أن يعبر فيها عن رأيه .
وتتعدد مظاهر إساءة استخدام الحق في حرية التعبير لعل أبرزها انتشار خطاب الکراهية والتمييز العنصري ودعوات العنف والتطرف, فضلا عن انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
لذلک کان من اللازم علي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التصدي لهذا الأمر المتزايد بشکل کبير خلال الفترة الأخيرة, وقد سعت هذه الشرکات إلي استخدام تقنيات الذکاء الاصطناعي لمواجهة الدعوات العنصرية والخطاب التحريضي والمعلومات المضللة والأخبار المزيفة .
من هنا يأتي هذا البحث للحديث عن تأثير هذه التقنيات علي حرية التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
کلمات مفتاحيه ( الذکاء الاصطناعي - خطاب الکراهية - التضليل الإعلامي – تنقيح المحتوي - الحذف الآلي للمحتوي الضار ).