تعد المرحلة السابقة على إبرام عقد العمل فترة استکشافية، لما تثيره من المناقشة والمساومة، والإصرار والمثابرة، والمخاوف والاهتمامات المثيرة للجدل، بغرض تحسس المصلحة، وتکوين فکرة شاملة عن أساسيات التعاقد([1]).
ويثير عقد العمل العديد من الأمور المهمة سواء قبل إبرامه أو أثناء تنفيذه ، أهمها المتعلق بالتزامات طرفيه ، وبخاصة في مرحلة التفاوض ، حيث يعتبر فى احترامها استقراراً للمراکز القانونية التي ستنجم عن هذا العقد ، وحفظاً من إبطاله طالما أن فترة التفاوض عليه سليمة قانوناً ([2]).
فکلما کان الإعداد للعقد جيداً، بکل حرية ودراسة وطمأنينة وعقلانية، کلما جاء مضمون العقد متوازناً ومتعادلاً ومتکافئاً، لا يشوبه نقص أو غموض أو إبهام ، بما يکفل تنفيذه دون خلافات أو منازعات .
([1]) راجع ،
Mazeaud (D.). Mystères et paradoxes de la période Pré-contractuelle, paris 2001, P.63 et s.
([2]) د . رجب کريم عبد اللاه ، التفاوض على العقد ،دراسة مقارنة، رسالة دکتوراة ،کلية الحقوق جامعة القاهرة ، 2000 ، ص 4 : د . مصطفى أبو مندور موسى ، دور العلم بالبيانات عند تکوين العلاقة العقدية ، دراسة مقارنة ، دار النهضة العربية ، ط 2000،ص7.